ايتها الملعونة، صباح الشعب، قبيل انتحاب الشجر وقبل تقليم الزوائد، وتشذيب الخارجين عن خارطة الظلّ. فاجأتني المذيعة وهي تتهجي اسمك في قائمة الثائرات، وتلقفتني دهشتني وانا اشاهد ذلك الغلام في الصفوف الاولى للراكبين على الخيول الواقفة واضعين يافطة الثوّار... بين باردو والقصبة وقرطاج، ظهرت اضاءات القرى النائية وشاحت أريافنا بوجوهها احتجاجا على غياب الماء الصالح للشراب، واشتهاء قبس للكهرباء... بين تسليم البغدادي وطرد سفير ومشاركاتنا في فضاءات المتوسط اقررنا بالقرارات السيادية بين تأليف وتحبير وتحليل لدستور مفترض قضمت اصابع التاريخ وانتفخت بطون الجغرافيا... المعطّلون عن العمل، وعن الثقافة، وعن الحياة، وعن السياسة والمعطلون لنموّ النبات، ،التراب، والماء على مسافة واحدة من لهب قادم او فرح آت كان على الجميع ان يمدّ للبلاد ادوات زينتها وان تحتفي بالشهداء، الشهداء وان يضمّد جراح الجرحى الجرحى... وكان على البعض ان يستحي حين يتحدّث عن الثورات... حين أفرغت السجون من روّادها، وزاد عدد اهل المقابر... وهتفت الاصوات تكسر صمتا طال أمده... في المدائن المسنودة بالجبال الحمراء في تالة والقصرين وفي القرى المغبّرة بتراب سيدي بوزيد والمكناسي... وجلمة والمعطرة بروائح المنام في قفصة وام العرائس.. والموشاة بورد شارع بورقيبة قبل ترحيله من تونس العاصمة والصادحة في صفاقس وبنزرت، الكاف وعلى امتداد التراب كان الحلم واحدا ان اقتضوا صمت الخوف وشقوا كهوف الظلام كي تسطع شمس الحرية وتكبر شجرة الكرامة وها ان الحلم مازال قائما في تباشيره الاولى والجمع على أهبة للغناء... او للغناء وفي انتظار ذلك... علينا جميعا... ان نكنس مدائننا من الاوساخ العالقة... وان نقلب تربة اريافنا تخليصا لها من دود الردّة وسموم السنين... وان نحرّك مياه الغدران الراكدة... كيف... نفتح للورد بابا وللشمس فضاء كي تشع.