احتفظت البطولة الوطنية لكرة اليد بكامل أسرارها في أعقاب قمة الاسبوع الماضي التي جمعت في سوسة بين النجم والترجي فنتيجة التعادل وإن خدمت نسبيا النادي الافريقي ومكنته من الاقتراب بنقطة من الصدارة إلا أنها لم تغير كثيرا في الحسابات المتعلقة بالتتويج بالنسبة للفرق الثلاثة المعنية باللقب ونعني الترجي والافريقي والنجم، وربما ستبدأ الامور في الاتضاح أكثر انطلاقا من مباراة القمة التي ستجمع في سوسة خلال مرحلة الاياب بين النجم والافريقي إذ قد يخرج بعدها أحد الفريقين نهائيا من السباق نحو اللقب. قمة الاسبوع الماضي أكدت مع ذلك الامكانات الطيبة جيدا للترجي الرياضي والنجم الساحلي على حد السواء وأبرزت نفس الملاحظات التي كنا سقناها في تقديمنا لهذه القمة وهي أساسا قوة الفرديات لدى الترجي مقابل العمل الجماعي لدى النجم الساحلي مع الاشارة الى أن الترجي لعب الاسبوع الماضي وعلى خلاف عديد المباريات السابقة بروح معنوية مختلفة فلاعبوه تحلّوا بالتركيز اللازم والثقة ولم يرتبكوا حتى عندما أخذ عليهم منافسهم الفارق الى حدود 5 أهداف خلال الشوط الاول. الترجي عرف أيضا كيف يوظف الرصيد البشري المتوفر لديه حيث استعمل أغلب اللاعبين الموجودين على بنك الاحتياط ولو أن الامتياز كان بلا منازع لوسام حمام الذي حسم لوحده مصير المباراة وكان القوة الضاربة لفريقه. * هل أخطأ عقاب؟ ما قلناه عن وسام حمام يجرنا الى تساؤل مشروع هول الخيارات التكتيكية لمدرب النجم كمال عقاب الذي ترك هذا اللاعب دون رقابة... أو ربما لم يتمكن من إيجاد اللاعب المناسب الذي يوقف حمام لتكون الحصيلة صابة من الاهداف بإمضاء هذا اللاعب في شباك فريقه... عموما ما قدمه النجم والترجي في قمة السبت يؤكد أن هذين الفريقين باقيان كمدرستين متميزتين لليد التونسية ومخزنين يعجّان بعديد اللاعبين الواعدين وإذا كان الترجي قد استفاد كثيرا من عامل الخبرة الذي ترجمه حمام وبوسنينة فإن النجم قدم من جهته فريق المستقبل الذي سيكون له شأن ليس فقط خلال الموسم الحالي بل وفي المواسم المقبلة أيضا ولعل ما أظهره لاعبو منتخب الاواسط الذي ينتمون إليه يدل على ذلك. * عتاب والزهاني... متى يستفيقان ؟ في تقديمنا لقمة السبت الماضي قلنا أن مردودا النجم والترجي يتأثران بشكل كبير بعطاء حارسيهما عتاب بوعلي وسليم الزهاني وللتذكير فقط نشير الى أن عتاب أهدى الى فريقه بطولة الموسم الماضي في المباراة الختامية التي لعبها زملاؤه أمام الافريقي فيما كان الزهاني وراء عديد الانتصارات الحاسمة لفريقه وتبقى مشكلة هذين الحارسين صراحة عدم انتظام مردوديهما من مباراة الى أخرى ومرورهما في أحيان كثيرة بفترات فراغ نتائجها سلبية على فريقيهما وقد يكون الحل إيلاء عناية خاصة لهذين الحارسين الذين نعتبرهما من أفضل الحراس في تونس. * امتياز لوسيم هلال ومن القفصي تحدثنا عن الزهاني وعتاب ولا بأس من التأكيد على المردود الممتاز جدا لحارس الترجي وسيم هلال طيلة الشوط الثاني حيث ساهم بقسط وافر من خلال تصدياته الموفقة في منح الثقة لزملائه، الى جانبه يمكن أن نذكر لاعب النجم آمن القفصي الذي يعتبر القوة الهادئة للنجم والورقة التكتيكية الخفية لكمال عقاب. القفصي أنقذ فريقه من الهزيمة وكان مرة أخرى في مستوى ثقة مدربه في انتظار أن يحظى باهتمام أكبر يستحقه قطعا. * ماذا في ورقة المباراة؟ كان مردود طاقم التحكيم البيلاروسي الذي أدار قمة النجم والترجي ممتازا جدا بشهادة مسؤولي ولاعبي الفريقين حيث أعطى لكل ذي حق حقه واتخذ القرارات المناسبة دون أن يلتفت الى الاحتجاجات والى ما يجري في المدارج. طاقم التحكيم البيلاروسي دوّن على ورقة المباراة بعض التجاوزات التي تخللت اللقاء حيث أشار الى رمي أرضية الميدان بمقذوفات مختلفة تتمثل في قطع نقدية وولاعات وبعض الحجارة (كتبها بالانليزية Stones) وأشار الى الاجواء السيئة التي خلقها بعض المشجعين من الجانبين. طاقم التحكيم لم يتردد أيضا في زجر هذه التجاوزات مباشرة على أرضية الميدان وتطبيق القانون بإخراج لاعبين من الفريقين كلما استدعى الظرف ذلك وتبقى بعدها للمكتب الجامعي حرية النظر واتخاذ القرار المناسب بناء على ما تضمنته ورقة المباراة فهل ستتم معاقبة النجم أم ستتم معاقبة النجم والترجي في نفس الوقت أم سيغض المكتب الجامعي الطرف ويقبل بالفكرة التي يطرحها مسؤولو النجم الساحلي الذين يرون انه لا يمكن معاقبة أي فريق مرتين باعتبار أن الحكمين اعتمدا عقوبة الاقصاء بدقيقتين لزجر التجاوزات الحاصلة. للتذكير فإن المباراة كانت توقفت قرابة ال 6 دقائق حتى إعادة الامور الى نصابها مع التأكيد على أن الاجواء فوق أرضية الميدان كانت مثالية جدا بين لاعبي الفريقين وهذا أمر نصفق له بحرارة. * هل هي عودة الروح لمنتخب الفتيات ؟ أنهى المنتخب الوطني للكبريات في نهاية الاسبوع تربصه التحضيري بالحمامات على أن يجتمع المنتخب مرة أخرى استعدادا للتربص الخارجي الذي سيجري بفرنسا والذي سيتتخلله 6 مباريات ودية مع فرق من الدرجة الاولى الفرنسية من بينها نيم وتولون وبويارغ. تربص المنتخب أكد ما أشرنا اليه سابقا حيث عادت اللاعبة سنية الغريبي لتعزز صفوف المجموعة قبل بطولة افريقيا للامم وحسب ما أفادنا به السيد ياسين بوذينة نائب رئيس الجامعة فإن الجو العام داخل منتخب الكبريات كان إيجابيا جدا وقد لمس أعضاء المكتب الجامعي ذلك في اللقاء الذي جمعهم باللاعبات حيث تم التأكيد على التحلي بالانضباط والاحساس بالمسؤولية، حتى يتسنى لمنتخبنا تشريف اليد التونسية في بطولة افريقيا للامم واقتلاع الترشح الى بطولة العالم. * «الاولمبيك بامتياز» إذا كان الحسم قد تأجل مرة أخرى في مجموعة مرحلة التتويج فإن بطولة مرحلة تفادي النزول تميزت بإعادة توزيع الاوراق في مؤخرة الترتيب. الامتياز كان قطعا لاولمبيك مدنين الذي عاد بانتصار من فئة 6 نقاط أمام اتحاد صيادة. الأولمبيك التحق بصيادة بنفس الرصيد (9 نقاط) واحتفظ بحظوظه في الافلات من النزول فيما تعقدت وضعية أمل حمام سوسة.