تعتبر ولاية سليانة من اهم الجهات التي تزخر بمعالم ومواقع اثرية عديدة، بالبلاد التونسية، حيث تعدّ حوالي 1800 موقع اثري، من أهمها، مكثر، ومنطقة جامة (زاما) التي هزم فيها القائد العظيم حنبعل، اضافة الى مواقع اخرى موجودة بمناطق: الكريب، كسرى وبورويس، ويرها من المناطق. ولأن الموقع الاثري بجامة (زاما... سابقا) الذي يبعد عن مدينة سليانة، مقرّ الولاية قرابة كيلومترات، هام جدا، ومازال مجهولا، بعثت جمعية لصيانة هذا الموقع يترأسها القاضي عبد الكريم بن رمضان، وهي التي بادرت بتنظيم ندوة دوليّة انطلقت منذ أيام بمدينة سليانة، بعنوان «ندوة قرطاج والسكان الاصليون للامبراطورية، زمن زاما» افتتحها السيد الصادق شعبان وزير التعليم العالي والبحث العلمي وذلك بالتنسيق مع الوكالة الوطنية للتراث والمندوبية الجهوية للثقافة والشباب والترفيه وبلدية سليانة ووزارة السياحة، ووزارة التعليم العالي... ويختتم هذه الندوة السيد عبد الباقي الهرماسي وزير الثقافة والشباب والترفيه وذلك اليوم 13 مارس الجاري. ورغم حداثة جمعية صيانة الموقع الاثري بجامة (زاما)، فإنها ما فتئت تقوم بانشطة مختلفة ومتعدّدة، وباعمال كبيرة وهامة، من ذلك مساهمتها بصفة فعالة في البحث العلمي حول تراثنا وحضارتنا والتعريف بهما وذلك بتوفير الظروف الملائمة للباحثين الاجانب والتونسيين، كما تسهر بالتعاون والتنسيق مع الوكالة الوطنية للتراث على استمرارية الحفريات بحثا عن المواقع والكنوز الاثرية التي قد تكون مدفونة تحت التراب، وفي هذا الصدد، يقوم تطوّعا بعض طلبتنا المهتمين بالاثار بحفريات متواترة خلال العطل، كما يقبل على المنطقة اثناء عطلة الصيف، لنفس الغرض بعض الطلبة الاجانب، من جامعة تولوز الفرنسية، ومن احدى الجامعات الايطالية. وقد تمّ مؤخرا اكتشاف نقيشة تؤكد وتثبت ان «جامة» الحالية هي فعلا زاما القرطاجنية، وبذلك تفند الاقاويل التي تروّج بان «زاما» وُجدت في الجزائر او في جهة ساقية سيدي يوسف. وأفادنا السيد عبد الكريم بن رمضان ان جمعية صيانة الموقع الاثري بجامة (زاما) تسعى الى المساهمة في تنشيط الدورة السياحية في الجهة، وفي هذا الشأن تتّجه نيّة الدولة الى بعث مسلك سياحي يربط بين المناطق الاثرية بالولاية وهي: زاما، وكثر، وكسرى، وبورويس والكريب. ومن هنا يبرز سؤال ملحّ مؤدّاه: هل يتم بعث «قطب» سياحي ثقافي في الجهة؟ ذلك ما يتمناه ويرجوه ابناء الولاية كلّها، وكل شغوف ومهتم بالاثار والتراث.