قال الدكتور بيار ابتّي أستاذ إدارة المؤسسات والتكنولوجيا بجامعة روسلار الامريكية ان تونس التي تحتل حاليا المرتبة 38 في الترتيب العالمي حول التنافسية بامكانها تحقيق قفزة هامة خلال السنوات المقبلة اذا توفقت في اصلاح بعض نقاط الضعف الموجودة حاليا في نظامها الاقتصادي واذا اتبعت بنجاح تجارب البلدان التي تحتل المراتب الاولى مثل فنلندا وتايوان وسنغفورة واستونيا وهي بلدان حديثة العهد بالاستقلال وتفتقد مثل تونس للموارد الطبيعية. وأشار الدكتور ابتي الى أن تونس مطالبة بتسريع نقل التكنولوجيا المتقدمة من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، وبامكانها الاعتماد على ابنائها الطلبة والباحثين في الجامعات والمؤسسات الامريكية والاوروبية واعادتهم الى تونس لمساعدة وطنهم بعد توفير مخابر ومراكز بحث متطورة ومنحهم تسهيلات في توريد كل حاجيات عملهم وابحاثهم مثلما تم في بلدان أخرى مثل كوريا وتايوان والمكسيك... مع العمل على ملاءمة ابحاثهم واعمالهم مع خصوصيات المجتمع التونسي والواقع الاقتصادي والاجتماعي واستغلال نتائج دراساتهم وابحاثهم لدعم المؤسسات الموجودة وتطوير مردوديتها وصادراتها ولخلق مؤسسات جديدة. ودعا الدكتور ابتي الذي عمل 32 سنة كمدير عام للابحاث والتنمية بالعملاق الامريكي «جنرال الكتريك» والذي يدرس بعديد الجامعات في فنلندا واستراليا وكوريا وامريكا انه يجب تشجيع الطلبة وخريجي الجامعات على بعث مؤسساتهم الخاصة وتوفير التمويلات اللازمة لذلك وخاصة رأس المال المخاطر. ثقافة بعث المؤسسات وأشار المحاضر الذي قدم مداخلته بالسفارة الامريكية امام عدد من الصحافيين ان عددا من طلبته في الجامعات الامريكية بعثوا مشاريع بعد تخرجهم برأسمال صغير تم توفيره من العائلة والاصدقاء وبعض القروض وأصبحوا الآن من أصحاب الملايين والمشاريع الكبرى. وقال الأستاذ ابتي انه يعلم ان في تونس بطالة خريجين وان هناك عديد المؤسسات البنكية وهو ما يساعد على بعث المؤسسات الجديدة لامتصاص البطالة وللارتقاء بالاقتصاد الوطني. ويذكر ان عدد الخريجين من الجامعات التونسية يفوق سنويا 30 ألف طالب، لا يتم توظيف الا أقلّ من نصفهم. ودعا الدكتور ابتي الى دعم علاقات الشراكة بين الحكومة والمؤسسات الاقتصادية الخاصة والجامعات لتحقيق تنمية سريعة لتونس. شراكة جديدة وأعلن الدكتور مروان العباسي استاذ الاقتصاد بالمعهد الاعلى للدراسات التكنولوجية بقرطاج ان الفترة القادمة ستشهد تنظيم لقاء بين عدد من الخريجين في اختصاصات التصرف والمالية والفنون الجميلة من أصحاب أفكار المشاريع وبعث المؤسسات وبين اصحاب مؤسسات أو شركات رأس المال المخاطر وعدد من الأساتذة الجامعيين لمصاحبتهم وتأطيرهم وادخالهم الى عالم الاعمال والمشاريع وتجسيم قرابة 80 من الأفكار الى مؤسسات قائمة. كما ينتظر أن يتم خلال السنة بعث ماستير جديد في ادارة المؤسسات وتكنولوجياتها بالاشتراك مع جامعة راسنلار الامريكية. وذكر الدكتور ابتي ان شركات الرأسمال المخاطر مولت في الولاياتالمتحدة مشاريع ب60 ألف مليون دولار ذهب أغلبها لمشاريع الخريجين الجدد. الابتكار والتخصص ودعا الدكتور ابتي الى التعويل أكثر على الابتكار والتخصص في بعض التكنوبوجيات والأنشطة الصناعية التي تقدر تونس على التألق فيها والتميز عالميا والى استقطاب شركات متعددة الجنسيات خاصة وان المناخ الاقتصادي والاستثماري ملائم جدا، وأيضا الترفيع في نسق خلق المؤسسات وحجم الصادرات والعمل التدريجي على خلق موسسات تونسية عملاقة تتحول بدورها الى مؤسسة عبر دولية او متعددة الجنسيات. وحذّر الدكتور والخبير في بعث المؤسسات المتفوقة من البيروقراطية الادارية ودعا الى تدعيم الثقافة وتطوير الابحاث والدراسات والحسّ البراغماتي ودعم تنافسية معاملات المؤسسات المنتصبة وجعلها اكثر سرعة ونجاعة والعمل بأكثر ساعات في اليوم.