تصدرت سويسرا للعام الرابع على التوالي الترتيب العام في تقرير التنافسية العالمية لعام 2012-2013، الصادر اليوم عن"ورلد ايكونوميك فوروم" world economic forum. واحتفظت سنغافورة بالمرتبة الثانية وجاءت فنلندا في المرتبة الثالثة ثم تليها السويد. واحتلت تلك الدول وغيرها من دول شمال أوروبا وغربها المراتب العشرة الأولى، حيث جاءت هولندا في المرتبة الخامسة وألمانيا في المرتبة السادسة والمملكة المتحدة في المرتبة الثامنة، حسب نصّ البلاغ الصادر عن مؤسسة world economic forum تمّ نشره على الموقع الالكتروني للمؤسسة اليوم الاربعاء. بينما جاءت الولاياتالمتحدة في المرتبة السابعة وهونج كونج في المرتبة التاسعة واليابان في المرتبة العاشرة لتكتمل بذلك قائمة أفضل عشر اقتصاديات تنافسية في العالم. أشار التقرير إلى أن سويسرا ودول شمال أوروبا قد عملت على تعزيز مكانتها في إطار التنافسية منذ الانكماش المالي والاقتصادي الذي شهدته تلك الدول في عام 2002. على صعيد آخر، استمرت معاناة دول جنوب أوروبا، مثل البرتغال (49) وإسبانيا (36) وإيطاليا (42)بخاصة اليونان التي جاءت متأخرة في المرتبة 96، من ضعف التنافسية بسبب اختال اقتصادياتها الكلية وضعف الوصول إلى موارد التمويل وأسواق العمالة القاسية ونقص الابتكار. وبالرغم من زيادة درجة التنافسية العامة لها، استمر تراجع الولاياتالمتحدة للعام الرابع على التوالي، حيث تراجعت مرتبتين لتحتل المرتبة السابعة. وبالإضافة إلى استمرار ضعف الاقتصاد الكلي ، أثارت بعض جوانب المناخ المؤسسي للولايات المتحدة المخاوف بين كبار رجال الأعمال لا سيما مع انخفاض ثقة الرأي العام في السياسيين والنقص الملحوظ في الكفاءة الحكومية. ولكن من منظور أكثر إيجابية، لا تزال الولاياتالمتحدة قوة عالمية رائدة في مجال الابتكار فضاً عن كفاءة أداء أسواقها. تفاوت أداء دول مجموعة اقتصاديات السوق الكبرى الناشئة(بروكسل). فعلى الرغم من التراجع الطفيف في ترتيب ثالثة مراكز بين دول المجموعة، واصلت الصين تصدر المجموعة حيث جاءت في المرتبة 29. ومن بين دول المجموعة الأخرى، قفزت البرازيل وحدها في الترتيب هذا العام لتأتي في المرتبة 48 بينما تراجع ترتيب كل من جنوب إفريقيا (52) والهند (59) وروسيا (67) بصورة طفيفة. وتلى سنغافورة مجموعة من الاقتصاديات الآسيوية التي حققت طفرة قوية في الأداء، حيث احتلت هونج كونج المرتبة التاسعة واليابان المرتبة العاشرة وتايوان والصين المرتبة 13 وجمهورية كوريا المرتبة 19 وجميعها في قائمة أفضل 20 اقتصاًدا. أما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فقد تصدرت قطر المشهد الإقليمي، حيث جاءت في المرتبة 11 بينما احتفظت المملكة العربية السعودية بالمرتبة 18 ضمن أفضل 20 اقتصاًدا. وتمكّنت الإمارات العربية المتحدة من تحسين أدائها لتحتلّ المرتبة 24 فيما تراجعت الكويت بدرجة طفيفة لتصبح بالمرتبة 37 . كما استطاعت المغرب تحسين وضعها لتصل إلى المرتبة 70 وكذلك الأردن الذي احتل المرتبة 63. وفي منطقة جنوب الصحراء الإفريقية، جاءت جنوب إفريقيا في المرتبة 52 وموريشيوس في المرتبة 54 لتتبوأ كل منهما مرتبة في النصف الأول من الترتيب. بيد أن أغلب دول المنطقة لا تزال بحاجة إلى تعزيز جهودها في جميع المجالات لتحسين وضعها التنافسي. وفي أمريكا اللاتينية، احتفظت تشيلي بريادتها محتلة المرتبة 33 بينما استطاعت دول أخرى تحسين وضعها التنافسي مثل بنما (40) والبرازيل(48) والمكسيك (53) وبيرو (61). يقول كلاوس شواب المؤسس والمدير التنفيذي ل world economic forum "تمثل التفاوتات المتزايدة في معدات التنافسية عبر أنحاء مناطق العالم وداخلها، في أوروبا بالأخص، منبع الاضطراب الذي نواجهه اليوم وهذا بدوره يهدد الرخاء في المستقبل." "إننا ندعو الحكومات اتخاذ إجراءات حاسمة عن طريق اعتماد تدابير طويلة الأمد لتحسين معدات التنافسية وإعادة العالم إلى مسار النمو الدائم." ويضيف خافيير سالا آي مارتين، أستاذ الاقتصاد بجامعة كولومبيا بالولاياتالمتحدةالأمريكية: "يوفر مؤشر التنافسية العالمية نافذة تطل على الاتجاهات طويلة الأمد التي تشكل تنافسية اقتصاديات العالم. وفي هذا الإطار، نعتقد أنه يقدم رؤية متعمقة ومفيدة للمجالات المهمة التي يتعين على الدول اتخاذ الإجراءات بشأنها إذا ما أرادت تحسين إنتاجيتها وهو الأساس الذي سيحدد مستقبلها الاقتصادي." وفي التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس والذي يعتبر المرجع العلمي الأساسي المعتمد من قبل كبرى المؤسسّات الماليّة الدوليّة وصناديق الاستثمار تمّ إقصاء تونس لأوّل مرّة من الترتيب لعدم توفّر معطيات واضحة وذات مصداقيّة حول مناخ الاستثمار والسياسات الاقتصادية المتبّعة من قبل الحكومة ويصنّف بلادنا مع السودان والصومال وأنغولا وغيرها من الدول التي إستحال تقييم سياساتها لعدم وضوح الرؤية أو توفّر المعطيات الكاملة. يذكر أن تونس كانت قد احتلّت المركز 40 سنة 2011 قبل أن يتمّ إقصاؤها من ترتيب 2012. يمكن الاطلاع على محتوى هذا التقرير وشحنه عبر الرابط التالي: http://www3.weforum.org/docs/WEF_GlobalCompetitivenessReport_2012-13.pdf