تونس الشروق ثلاثة حالات نفسية وسلوكية جديدة يجيب عنها ويقدم حلولا لها الأستاذ منذر جعفر معالج نفساني وسلوكي. * الحالة الأولى ابني يبلغ من العمر 15 سنة يدرس بالسنة التاسعة أساسي تدهورت نتائجه خلال الثلاثي الثاني وأصبح يتغيب كثيرا عن المدرسة كما انه كثيرا ما يتمارض حاولت معرفة الاسباب ومعالجتها لكن دون جدوى ساعدني وأرشدي سيدي الى الطريقة المناسبة لأنقذه من الرسوب هذه السنة. محمد بنزرت ** الرد : سيدي ابنك يعيش فترة مراهقة صعبة أثرت على مزاجه وسلوكاته خاصة سلوكه الاجتماعي فغياباته المتكررة وتمارضه انطلاقا من بداية الثلاثي الثاني ربما يتكون نتيجة للجو المدرسي المتوتر والذي أثر على نفسيته وأخل توازنها وجعلته ينفر ويبتعد ويهرب من الواقع. والهروب هي عملية لاشعورية يلتجئ اليها الفرد للخفض من التوتر النفسي. لذلك يجب الاتصال بالمدرسة والمربين والتعرف على آرائهم وملاحظاتهم بخصوص سلوك ابنك ومعرفة الاسباب التي دفعته للهروب وعدم الاندماج والتلائم مع المحيط المدرسي حاول التحاور معه وعامله كصديق وامنحه الثقة واجعله يبوح لك بما يخالجه من مشاعر خاصة أثرت سلبا على نفسيته وولدت لديه مركبات نقص جعلته يفقد الثقة في نفسه وبالتالي الشك في امكانياته الذهنية. * الحالة الثانية أنا امرأة بلغت 35 سنة موظفة متزوجة وأم لطفلين، زوجي يعمل مدرسا، تزوجت منه عن اقتناع وبعد قصة حب كبيرة، لكن خلال السنوات الاخيرة اصبح يعاملني معاملة قاسية أنا وأبنائه تصل الى حد العنف اللفظي والحركي، حاولت اقناعه باستعمال أسلوب الحوار لكن هذا الحوار كان عقيما ولم يسفر على اي تحسن. ماذا أفعل و كيف يمكن ان أتصرف ازاء هذه الحالة؟ ** الرد : أنت امرأة مثقفة وناضجة اجتماعيا وأم لطفلين كيف تقبلين ان تكويني عرضة للإهانة والشتم والعنف وموقفك هذا يشجعه على مواصلة هذا النهج لأنك لم تلتجئي لأقاربك وأسرتك لمساعدتك ولم تحاولي تهديده بالقضاء والقانون لأن التهديد في بعض الحالات يكون ضرويا ويجبره على الالتزام واحترام الآخرين. انصحك سيديتي برد الاعتبار لنفسك واعطائها المكانة الاجتماعية والعائلية التي تستحقها وكوني، أما مثالية وذلك برعايتهم وحمايتهم من هذا الأب المتغطرس. ورعاية لمصلحة أبنائك اعطه فرصة أخيرة وحاولي التقرب منه والتحاور معه مجددا بأسلوب لين ومتحضر بعيدا عن الشتائم والعنف بنوعيه وحاولي معرفة مشاكله المهنية او العائلية التي غيرت مزاجه وسلوكه العائلي وساعديه على حلها وبذلك تكوني قد حققت نجاحين الاول هو انقاذ زوجك من الضياع وثانيا ترميم أسرتك وحمايتها من الانهيار. * الحالة الثالثة ابني يبلغ من العمر 10 سنوات نتائجه الدراسية متواضعة جدا خاصة في المواد التي تتطلب الحفظ، حاولت مساعدته وعرضته على بعض الأطباء الذين اعطوه بعض الأدوية لتقوية الذاكرة لكن النتيجة دائما سلبية. ما العمل؟ سلوى (مقرين) ** الرد : ان تدريب الذاكرة على الحفظ يبدأ منذ سن مبكرة ونعني بذلك مرحلة الطفولة الاولى وأدنى خلل فيها يمكن ان يلاحظ ويقاس خلال هذه الفترة. فابنك يشكو من اضطراب في مستوى الحافظة هذا الاضطراب طويل المدى نظرا لعدم تدريبها. لذا ننصحك بالالتجاء الى مختص في علم النفس لتحديد العوامل الأساسية لهذا الخلل وقيسه ووضع برنامج خاص لإعادة تأهيل الذاكرة والحافظة حتى تصبح قادرة على أداء وظيفتها على أكمل وجه.