تقترح علكيم العيادة النفسية للطفل والمراهق والأسرة في عددها الجديد ثلاث حالات نفسية وسلوكية جديدة يجيب عنها ويقدم بتحليلها السيد منذر جعفر معالج نفساني وسلوكي. * الحالة الأولى : أنا أم حائرة وخائفة على مصير ابني البالغ من العمر 16 سنة، لأن نتائجه الدراسية رديئة وغياباته كثيرة كما أصبح متعودا على مخالطة المنحرفين ولا يكترث بدراسته، حاولت اقناعه بضرورة التخلي عن هذا السلوك لكن لم أستطع ذلك. ارشدني سيدي الى وسيلة ما يمكن بواسطتها ارجاعه الى طريق الجادة. * أميرة (حي الخضراء) * الرد (1) مما لا شكّ فيه أن ابنك يعيش فترة مراهقة صعبة تتميز بالتقلبات السلوكية المفاجئة نتيجة تغير عدة عوامل فيزيولوجية واجتماعية واقتصادية أثرت على توازنه النفسي وأخلّت به. فالتأطير العائلي والحضور الأبوي خاصة يعدّ شديد الأهمية في هذه الفترة بالذات. ومن هنا على الأب أن يتواصل مع ابنه من خلال الحوار المثمر والبناء والتوجيهات المجدية، هذه التوجيهات يجب أن تكون يومية ومتواصلة ومصحوبة بمراقبة ذكية وبعيدة كل البعد عن الانفعالات والعنف اللفظي والحركي. فغياب هذا العنصر التربوي الهام والمذكور آنفا يدفع ابنك الى الالتجاء الى مخالطة المنحرفين محاولة منه لإيجاد توازنه النفسي والعاطفي والاحساس بالراحة. أما تذبذب نتائجه الدراسية وتراجعها فهي نتيجة حتمية لهذه الاضطرابات السلوكية ولا يمكن اصلاح هذا الخلل الا من خلال اعادة بناء جسر التواصل بينكم وبين هذا الابن كما يجب منح هذا الشاب الصغير الأمان والاستقرار العاطفي والنفسي لإيجاد توازنه وبالتالي استعادة ثقته بنفسه، وبمحيطه العائلي. * الحالة الثانية : أنا امرأة متزوجة وأم لطفلين، الطفل الأكبر يبلغ من العمر 10 سنوات والثاني 6 سنوات ويشكو من اعاقة ذهنية. المشكل يتمثل في انعدام التواصل بينهما رغم المجهودات المبذولة. ما العمل سيدي؟ * منى (باجة) * الرد (2) إن مستوى النضج الذهني والعاطفي وفارق السن يعتبر عائقا هاما أمام نجاح عملية التواصل بين الأطفال الأسوياء والمعوقين لذا يعتبر دور الأولياء مهما جدا لإيجاد الحلول الناجعة لربط قنوات التواصل لذا ننصحك بالتخلي عن الرعاية المفرطة بابنك المعوق والتخلص تدريجيا من شعورك بالذنب ومعاملته كطفل سوي. تحميل ابنك الأكبر مسؤولية الاعتناء ورعاية أخيه الأصغر. فسّري لابنك السوي تفسيرا مبسطا لمفهوم الاعاقة وسبل التعامل معها للتقليص من حدتها وتحسين مردودية طاقاته الذهنية. أخيرا ان حصلت بعض التجاوزات من قبل أحدهما حاولي التغافل عنها ومعالجتها بكل هدوء وعقلانية. * الحالة الثالثة : إبني يبلغ من العمر 8 سنوات نتائجه الدراسية ضعيفة خاصة في مادة التعبير الشفوي، وذلك من جراء معاناته من مشكلة التهتهة أي «الوكوكة» كيف يمكن معالجة هذا المشكل؟ * مراد (نابل) * الرد (3) يعاني ابنك من اضطراب في مستوى نسق الكلام وهذا يؤثر حتما على نتائجه الدراسية واندماجه الاجتماعي لأن الكلام يعتبر وسيلة تواصل هامة في حياة الفرد لمعالجته يجب التأكد أولا من أسباب هذا الاضطراب فإن كان فيزيولوجيا يجب عند ذلك الالتجاء الى الأدوية وإذا كان نفسيا يجب استشارة معالج نفساني وسلوكي لمده بطريقة العلاج المناسبة للقضاء على هذا الاضطراب.