* القاهرة «الشروق» - من محمود عبد الحميد دعا عدد من خبراء السياسة الدولية والشأن السياسي الى عدم تعويل العرب كثيرا على امكانية تغير سياسات الادارة الأمريكية في أعقاب سيطرة الحزب الديمقراطي الأمريكي عن الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ، وأكدوا أن القضية الأساسية تكمن في توحد العرب وقدرتهم على حماية حقوقهم والعمل من أجل استرجاعها. وأوضح الخبراء أن تأييد الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري لاسرائيل سياسة ثابتة ولن تتغير. كما أن السياسة العامة لأمريكا ثابتة ويختلف الحزبان في وسائل تحقيقها، إلا أن الخبراء أكدوا أن السياسات نحو العراق سوف تتغير نتيجة ردود فعل المقاومة العراقية وزيادة الخسائر الأمريكية. في البداية تؤكد سميرة أبو غزالة رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية أن المسألة أكبر من فوز الديمقراطيين أو الجمهوريين في أمريكا، ولكن وحدة الصف العربي والصمود أمام العدو، وهو الأمر الذي يمثل الأزمة العربية باعتبار أن اسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية لا تجدان من يتصدى لهما ويوقفهما عند حدودهما من أجل استرجاع الحقوق الشرعية العربية. وفيما لخصت السيدة سميرة أبو غزالة القضية ببساطة شديدة، يتناول السفير عبد الرؤوف الريدي سفير مصر الأسبق في واشنطن ورئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية حاليا، تلك القضية على محورين، وفي ما يتعلق بمحور العلاقات الأمريكية مع اسرائيل فلن تشهد تغييرا لأن نفوذ اللوبي الصهيوني يعمل على الحزبين الجمهوري والديمقراطي وتأثيره نافذ في الحزبين بنفس القوة. أما المحور الثاني فيتعلق بالعراق، ويرى الريدي أن تحقيق الديمقراطيين للأغلبية في الكونغرس الأمريكي سيجعل الرئيس الأمريكي بوش غير قادر على الاستمرار في نفس سياساته التي سار عليها خلال السنوات الثلاث الماضية، وبالتالي ستتجه السياسة الأمريكية الى البحث عن وسائل للخروج من مأزق العراق بالاتفاق مع الديمقراطيين. كما يرى الدكتور طه خليل مدير مركز الحرية للدراسات الاستراتيجية أن الحرب الأمريكية ضد العراق كانت السبب الأساسي في هزيمة الجمهوريين بخلاف قضايا اقتصادية وداخلية أخرى، ويتوقع أن تعيق سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس في تمرير سياسات إدارة بوش، كما أنهم ينظرون الى انتخابات الرائسة 2008 وبالتالي لن يسمحوا بحدوث أي انجاز مهم للرئيس الأمريكي. ويتوقع السفير مصطفى أوشنين عدم حدوث تغيير في الاستراتيجية الأمريكية بالشرق الأوسط سواء بين الديمقراطيين أو الجمهوريين لأن السياسة العامة واحدة والخلاف في وسائل تنفيذ هذه السياسة، كما أن اللوبي الصهيوني هو الذي يحكم الادارة الأمريكية سواء كانت جمهورية أم ديمقراطية. ويركز السفير محمد سعيد البنهاوي مساعد وزير الخارجية الأسبق على أهمية وجود دور عربي قوي ورادع لمواجهة التهديدات التي تهدّد المنطقة، ويؤكد أن ذلك هو الطريق الوحيد للحفاظ على مصالح وحقوق المنطقة على رأسها حماية الشعب الفلسطيني من العدوان الاسرائيلي. ويلفت السفير البنهاوي الى أنه من غير المتوقع أن تتغير أساليب السياسة الأمريكية بطريقة مباشرة، ولكن من خلال التدرج وخاصة ما يتعلق بالعراق بعد تزايد خسائر القوات الأمريكية وتدهور الأوضاع الأمنية في العراق، وهو ما كان من بشائره اقالة وزير الدفاع رامسفيلد.