«في بيتنا ممتحن» شعار ترفعه العائلات التونسية كلما اقترب موعد الامتحانات المدرسية لتدخل دائرة حياتية جديدة تتسم بالحرص على تغيير النسق العادي للحياة اليومية معلنة بذلك حالة الطوارئ والهدف منها هو مساعدة الابناء على إيجاد الظروف المناسبة للمراجعة والتركيز. فما هي استعدادات الاولياء لفترة امتحان الابناء؟ وهل يفضل الولي مرافقة أبنائه في فترة المراجعة؟ ولماذا؟ وهل هناك عوائق تقف حيال مساعدة الآباء لابنائهم خلال هذه الفترة؟ رغبة الآباء في نجاح أبنائهم في الدراسة وجعلهم من المتفوّقين والناجحين بامتياز يجبرهم على تكريس جل وقتهم لمساعدتهم على المراجعة هكذا تحدثت إلينا السيدة جليلة وأضافت تصيبني حالة من الارق وأعيش ضغطا نفسانيا كبيرا كلما دنا موعد انطلاق الامتحانات والسبب في ذلك هو خوفي من فشل أبنائي في الدراسة والحال أنه في عصرنا الحالي لا مكان إلا للمتفوّقين في الدراسة... * مراجعة ومراقبة السيدة هاجر تقر أيضا أنها تدخل في دائرة من الضغط النفسي الكبير كلما شرع أبناؤها في الاستعداد للامتحانات وتقول أصبح عصبية جد أو ينتابني خوف شديد عندما يدخل أبنائي فترة الامتحانات وأكرّس كل وقتي لمساعدتهم على الحفظ والمراجعة والاستيعاب وتتذمر هاجر في سياق حديثها عن أهمية دور الولي في مساعدة أبنائه على المراجعة من انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية وتقول كيف يجبر بعض المعلمين تلاميذ السنة الاولى والثانية من التعليم الاساسي على متابعة الدروس الخصوصية واعتبرت ذلك نوعا من الابتزاز الرخيص الذي يمارسه بعض المعلمين بغية الحصول على بعض المكاسب المادية. وتضيف خوفي من الامتحانات ينبع أحيانا من الحالة التي أصبح عليها تلميذ اليوم والمتمثلة في عدم قدرته على الاتكال على نفسه وعجزه عن الفهم بسرعة وربما يكون لكثرة المواد المبرمجة... أم إيمان تقول أيضا انها تكرس جل وقتها خلال هذه الفترة من السنة الدراسية لمراقبة أبنائها أثناء المراجعة ومساعدتهم فيها حتى لا تصدم بنتائجهم السلبية لا قدّر الله في ختام هذه الثلاثية وتبعا لذلك تضيف أعيش خلال هذه الفترة حالة هي أشبه بحالة الطوارئ التي تتغير أثناءها كل المواعيد وتتبدّل جل العادات في المنزل. * دور تكميلي وضروري جل الاولياء ورغم تذمرهم من ضيق الوقت وكثرة الضغوطات المهنية التي تقف سدّا أمام الاعتناء الجيد بأبنائهم ومتابعة دراستهم إلا أنهم يقرّون أن دور الولي في مساعدة الابن التلميذ على المراجعة مهمّا جدا وأساسيا. ويقول عادل إن زوجته وبحكم عدم عملها خارج المنزل تخصص يوميا ما يقارب الساعتين من الزمن لمساعدة الابناء على المراجعة وقد تتضاعف هذه المدة الزمنية خلال الامتحانات لأن التلميذ في حاجة الى المساعدة من قبل الولي خاصة في ما يتعلق بالحفظ وتعلّم الاملاء وغيرها من المواد الصعبة نوعا ما. ومن موقعه كولي يرى السيد فوزي (مندوب طفولة) أن دور الولي في تعليم الابناء مكمّل لدور المعلم خاصة بالنسبة لتلاميذ السنوات الاولى من التعليم الاساسي ويقول: مع احترامي للجهد الذي يبذله رجال التعليم ونسائه أرى أن مستوى التلاميذ الدراسي أصبح في تراجع ملحوظ لعدة أسباب وعلى السلط وأهل الاختصاص البحث فيها للوقوف على هذا الخلل وتحديد نوعيته ولذلك على الولي مساعدة ابنه ومحاولة تعزيز ما يتلقاه داخل القسم بالتمارين والمراقبة المستمرة وغير ذلك من الاساليب البيداغوجية أو الاستعانة بمدرس خصوصي حتى يتجاوز ابنه نقاط ضعفه. ويختم بقوله دور الآباء ومساعدة أبنائهم على المراجعة يجب أن يكون يوميا ولا يقتصر على فترة الاستعداد للامتحانات. * نجاة يوسف