بينما تلهث نوادينا وراء المدربين الاجانب وتنفق عليهم الاموال الطائلة دون ان يقدموا شيئا يذكر يتألق عديد المدربين التونسيين خارج حدود الوطن. ولا يقتصر هذا التألق على البلدان الخليجية بل يتعداه الى الدول الأوروبية. أحد هؤلاء المتألقين المدرب حسن زروق المقيم بالسويد والذي أكد أنه عرف النجاح مع اكثر من فريق. «الشروق» التقته فكان الحوار حو مسيرته وآفاقه. * ماذا يمكن أن يعرف عنك الجمهور التونسي؟ حسن زروق لاعب سابق بالاتحاد التونسي لما كان بالوطني الاول، كانت انطلاقتي كلاعب في موسم 69/70 تتلمذت على أيدي عدة مدربين أهمهم جعفر الشابي ورشاد الحامي وحمادي هنية. لعبت الى جانب علي سريب والقني والفتني وغيرهم. التحقت بفريق سويدي وأنا في سن العشرين ومررت بأكثر من فريق ثم لعبت في جمعية النجوم التونسية المتكونة من لاعبين تونسيين منهم عمارة المالقي وعمر الرزقي وحسن الناصري وأدركنا بها القسم الثالث ولعبنا ربع نهائي كأس السويد. أما كمدرب فقد حصلت على الدرجة الثالثة اختصاص كرة قدم دربت عديد النوادي مثل (البي. اي. اف) و(هاسال بي. اي. اف) و(ايوتا ستوكهولم) ومنها حصلت على الديبلوم الفيدرالي للتدريب ويخول لصاحبه تدريب النوادي المحترفة في أوروبا ولا يحمله الا عدد قليل من المدربين وخاصة في صفوف غير الأوروبيين. * ما هي أهم النتائج التي حققتها؟ احتلال المرتبة الرابعة في دوري السويد مع تقديم لاعبين للمنتخب السويدي. * ما هي سمعة المدرب التونسي في السويد؟ المدربون التونسيون معروفون بالعمل والاجتهاد فكل مدرب تونسي يقوم بعمله على أكمل وجه ولكن من الصعب ان يأخذ حظه فالأولوية تبقى دائما للأوروبيين واذا وجدت تونسيا يدرب فتأكد أنه ذو كفاءة عالية فليس من السهل اقتحام الميدان وافتكاك الاضواء والاماكن من الجنسيات الاخرى ومع ذلك تعتبر الوضعية أفضل من دول أوروبية أخرى. أما في خصوص التعلم والشهائد والديبلومات فكل حسب مجهوداته ومستواه وامكاناته ورهين ما يقدمه. * ..واللاعبون التونسيون في السويد، أين هم؟ هناك عدد هام من اللاعبين من أبناء الجيل الثاني للهجرة معروفون على الساحة ويلعبون في نوادي كبيرة وقادرون على تعزيز المنتخبات الوطنية للشبان فنواد (ايك) و(آيكو) و(هاينربي اي اف) وهي نوادي من الوطني تضم عدة تونسيين متألقين. * ما الفرق بين كرتنا وكرتهم؟ الكرة السويدية ليست محترفة ومع ذلك فهي تسير بخطى ثابتة والفرق ربما يكمن في التكوين القاعدي السليم فهم يهتمون بالتكوين ولا حديث عندهم عن منطق النتائج في الاصناف الشابة. فالشاب يأخذ فرضته ويصبرون عليه ويكونونه على أسس سليمة، وهذا ما نتج عنه تخرج لاعبين ممتازين في السويد يحترفون في أكبر النوادي الأوروبية وجلهم في الدوري الانقليزي ويمثلون الآن العمود الفقري للمنتخب السويدي. * أكيد أنك تابعت تتويج المنتخب الوطني، فما العوامل التي صنعت النجاح؟ هو تتويج بطولي ومثّل مفاجأة سارة بالنسبة لنا لقد عرف المدرب كيف يصل الى ان يعطي اللاعبون مائة بالمائة وهذا أصعب الامور وهنا لا يسعني الا أن أحييه. فليس من السهل ان يجعل المدرب اللاعب يعطي 90 و100 بالمائة مما عنده، وبذلك تحقق المطلوب. شخصيا كنت حاضرا في نكسة 1994 وحضرت هذه المرة وقد فوجئت باختلاف كل مقابلة عن الاخرى، هذه المرة فالقاسم المشترك بين كل المقابلات هو القلب والروح الانتصارية ولكن تكتيكيا وفنيا وحتى من حيث التركيبة كان هناك جديد في كل لقاء وليس هناك لاعب أساسي وآخر احتياطي وكل لاعب ينزل الى الميدان يقدم ما عنده ويعطي الاضافة وهذا سر النجاح. المنتخب سار في الطريق القويم وكان مختلفا عن منتخب الذي أخفق كليا والأسباب واضحة ويعرفها كل التونسيين ولا فائدة في الرجوع اليها. * كيف عشتم تتويج المنتخب؟ كان يوما خاصا جدا في السويد خاصة في المناطق التي تتواجد فيها الجالية التونسية فقد خرج مئات التونسيين بالسيارات والاعلام وتواصلت الاحتفالات ثلاثة أيام. فكل الأوروبيين والسويديين شاهدوا الدور النهائي وتحدث الجميع عن تونس بكل اسهاب وكان لهذا التتويج تأثيرا ايجابيا على كل التونسيين فاللاعبون التونسيون في السويد وكذلك المدربون أصبحوا أكثر تبجيل، كما أصبح السويديون يتحدثون عن الجزيري والبوعزيزي وسانطوس والنفطي وبدرة والجعايدي وحتى المواطن التونسي العادي الذي يعيش في السويد أصبح محل تقدير واحترام الجميع. في كلمة المنتخب الوطني شرفنا ورفع رؤوسنا. * بماذا تختم هذه المصافحة؟ أولا ودون مجاملة أشكر جريدة الشروق التي لا تغفل عن أبناء تونس حيثما كانوا. ثانيا شكرا لكل من ساهم في رفع راية تونس عاليا. فقد رشح الاغلبية عدة منتخبات متناسين المنتخب التونسي والحمد لله على الميدان كانت الكلمة لنا وتحقق الانجاز العظيم. وان شاء الله تتواصل الملحمة في تصفيات كأس العالم وأتمنى أن يواصل لومار الرحلة ليواصل ما أنجزه ونكون في نهائيات مونديال 2006 ان شاء الله.