إذا صادف أن مررت باحدى محلات الآلات الموسيقية التي تنتشر هنا وهناك قد تجد متعة في تقليب القيتارة والكمنجة والعود والطبول والباتري والقانون... لكنك قد تندهش وتتفاجأ لأن أسعار بعض الآلات يصل الى 6 آلاف دينار. وقد تتساءل هل ثمة إقبال حقيقي على شراء هذه الآلات أما أنها مجرد ديكور تزين واجهات المحلات؟ إجابة عن السؤال نفى السيد محمد صاحب محل يوفر مختلف الآلات الموسيقية وسط العاصمة أن تكون الآلات مجرد ديكور تزين الواجهات وأضاف: «ثمة إقبال فعلي من طرف الشباب خاصة الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و35 سنة على اقتناء آلة اليتار فهذه الآلة تأتي في المرتبة الاولى من حيث المبيعات ربما لأنها خفيفة الوزن وتمكن الشاب من استعمالها واصطحابها الى أي مكان دون حاجة الى الكهرباء. ثمة إقبال كبير على شراء الكمنجة (تأتي في المرتبة الثانية والأورغ). ويؤكد السيد ماهر جرّاية صاحب محل آخر لبيع الآلات الموسيقية: «صحيح ثمة آقبال من طرف الشباب والمتقاعدين الذين وجدوا في آلة الكمنجة واليتار والعود وسيلة لملء الفراغ وللتسلية بعض الآباء كذلك يحرصون على اصطحاب أطفالهم للمحل لغرس حب الموسيقى فيهم منذ الصغر ولحمايتهم من الشارع فآلة موسيقية تجعلهم يمكثون في البيت وبالتالي تحميهم من خطر الشارع». أسعار حارقة وآلات منسية اطلالة على أسعار الآلات يتبيّن أن بعضها في المتناول واخرى «نارية». السيد مرادعامل في محل يقول: «سعر اليتار يتراوح بين 50 و500د وذلك حسب نوعية الخشب والماركة مثال على ذلك القيتارة الكهربائية ثمنها 150د وآلة يتار كلاسيك وهذه النوعية للناشئين وللمبتدئين في حدود 95د وتصل الى أقل من ذلك 65د. أسعار الأورغ تتراوح بين 300د و3 آلاف دينار بينما يبلغ ثمن الكورغ حدود 6 آلاف دينار فهو عبارة على استوديو متنقل من الآلات الموسيقية المكلفة. القانون سعره يتجاوز 3 آلاف دينار كذلك توجد نوعية من آلات الكمنجة (مصنوعة باليد) يصل سعرها أكثر من ألفي دينار. وإذا كانت اليتارة والكمنجة والعود أكثر الالات المطلوبة فإن القانون من الآلات المهجورة ويفسر السيد زهير بن هاني أستاذ يدرس في المعهد العالي للموسيقى ذلكك «في مختلف الحفلات تجد طفرة في عدد آلات الكمنجة تصل في بعض الأحيان الى 40 ثم أن مثل هذه الآلات خاصة الكمنجة واليتارة تتمتع بخصائص تمكن المبتدئين والراغبين في تعلم العزف من سهولة استعمالها. أما آلة القانون فإنها من الآلات المهجورة فبخلاف سعرها وتكلفتها التي تتجاوز 3 الاف دينار فهي صعبة الاستعمال (تتكون من 72 وترا) بل أن عدد الاساتذة المدرسين للقانون محدود جدا مقارنة بالمدرسين لآلة الكمنجة مثلا. * رضا بركة