مهما اختلفت الآراء فإن مباراة حمام الأنف وأمل حمام سوسة كانت باهتة ومتسمة بالفتور واهتزاز أداء أغلب من كانوا على الميدان بمن في ذلك الحكم الرئيسي هشام العكروت.. وقد يكون المستفيد الوحيد في هذا اللقاء وبلا شك هو نادي حمام الأنف الذي خرج بنقاط الفوز التي أبعدته عن أسفل الترتيب خاصة بعد انهزام من كان معه في ذيل المجموعة على غرار ترجي جرجيس والنادي البنزرتي ومستقبل المرسى وخضوع من كان قبله بقليل، الى الرجوع بصفر من النقاط ونعني نجم حلق الوادي والكرم. المباراة حضرها عدد متوسط من الجماهير وكانت فاترة طيلة الشوط الأول نتيجة لغياب التنسيق الكروي وسط الميدان وحضور التمريرات المخطئة والارتباك الجلي وبالتالي فإن الفرص كانت قليلة ودون جدوى وخاصة في غياب مهاجمين قادرين على صنع الحدث ولو بالتصويب عن بعد.. وفي المقابل فإن الضيوف انصهروا في هذه المنظومة وحرصوا على اعتماد بعض الهجومات المعاكسة خاصة أن لعبهم كان منظمانسبيا قياسا مع الفريق المحلي غير أنه لا ناجي باشا (دق. 16) ولا «مباي» (دق. 22) ولا بوسعدية (دق. 30) استطاعوا تهديد حارس المحليين العربي الماجري في حين كانت ردود فعل أبناء خنفير قليلة لعلّ أبرزها توغل برينيص في الدقيقة (31) من الجهة اليسرى وتصويبة حافظ النواس دون جدوى في الدقيقة (42) ليبقى الشوط الأول ممزقا على أكثر من مستوى وباردا إلى أبعد الحدود رغم حرارة الطقس نسبيا. تعليق طريف عند دخول اللاعبين حجرات الملابس في فترة الاستراحة ما بين الشوطين علق أحد الزملاء بالقول «لماذا سيرتاحون والحال أنه لم يتعب أحد منهم»؟!.. وهو ما يترجم حقيقة مردود الشوط الأول دون تعليق أكثر.. بالاجتهاد صنع بن ميلاد الحدث... وللتذكير فقط فإن اللقاء انطلق بدقيقة صمت ترحما على روح الفقيد الشاذلي بحر والد رئيس نادي حمام الأنف الذي وافاه الأجل المحتوم يوم الجمعة الفارط.. تغمّد اللّه الفقيد برحمته الواسعة وأسكنه فراديس جنانه ورزق أهله وذويه جميل الصّبر والسلوان. أما في الشوط الثاني فقد ارتقى فيه المستوى نسيا من درجة الفتور الى درجة المتوسط قبل أن يبادر المحليون بهجوم كاد ينهيه المدافع «سيسي» بهدف غير أن كرته مرّت بجانب الوتد الأيمن للحارس العموري وهو ما جعل الضيوف يتراجعون ويعززون الخط الخلفي مع اعتماد الهجومات المعاكسة كلما توفرت الفرصة لذلك قبل أن يتحصل المدافع «ماهر النايلي» على ورقة صفراء في الدقيقة (49) دعمها في الدقيقة (64) بثانية أجبرت الحكم على إقصائه ومنح نادي بوقرنين مخالفة أحسن التوجاني تنفيذها واستغلها زميله سلامة غير أن كرته اصطدمت بالعارضة الأفقية قبل أن يحسن تجسيدها اللاعب العائد حلمي بن ميلاد ويضعها في الشباك معلنا عن افتتاح النتيجة. تساؤل والحكم المساعد يجيب بسرعة رغم أن الكرة ولجت الشباك فإن بعض من لاعبي حمام سوسة أرادوا التشكيك في الأمر باعتبار أن زميلهم بنور أخرجها بقدمه اليسرى حين كانت قدمه اليمنى على الخط النهائي غير أن الحكم المساعد الثاني فؤاد قيدارة أجابهم بسرعة ويسّر مهمّة الحكم العكروت الذي كان بطيئا في تحرّكاته معلنا عن شرعية الهدف. انفراد وفشل... ومن جهة أخرى فإن حافظ النواس كاد يضاعف النتيجة حين توغل في ثنايا وسط الميدان واقترب من الحارس بعد الانفراد به غير أنه فشل في آخر الأمر وترك الكلمة لسرعة «العموري» الذي أنقذ شباكه من هدف ثان وذلك في الدقيقة (88). مفارقات... وباختصار فإن الدقائق الساخنة التي يمكن تسجيلها في هذه المباراة تكاد تكون منعدمة نتيجة لاهتزاز المردود وخاصة في الشوط الأول وبالتالي فإن نادي حمام الأنف في حاجة الى تنظيم صفوفه وتعزيز خطه الأمامي بأكثر من مهاجم حتى يستطيع تعزيز رصيده أكثر إذا أراد فعلا تسجيل الصحوة ورد الاعتبار لحجمه ومقابل ذلك فإن أمل حمام سوسة بدوره في حاجة الى النجاعة في التنسيق بين الخطوط الثلاثة ومزيد السرعة والحضور البدني باعتبار أن هذا الفريق قادر على التحسّن والسير قدما نحو النجاح أكثر بشرط التقليص من النقاش مع الطاقم التحكيمي أو التجنب الكامل لذلك. تصريحات * نزار خنفير (مدرب نادي حمام الأنف) هي مباراة ذات أهمية قصوى ويمكن اعتبارها لقاء الست نقاط لذلك لا يمكن البحث عن المردود بقدر البحث عن النتيجة التي نحمد اللّه أنها كانت في صالحنا خاصة أننا لم نرتّب بعد البيت على مستوى الخط الأمامي وبالمناسبة أشكر اللاعبين وأتمنى النجاح للضيوف الذين كانوا في مستوى طيب. * فيصل الزيدي (مساعد مدرب أمل حمام سوسة) كان للنقص العددي دوره في خروجنا بهذه الهزيمة خاصة أننا استوفينا عملية اعتماد بدلائنا الثلاثة بغية الدخول في زمام الأمور منذ البداية وبأكثر واقعية غير أننا وعند فشلنا في تجسيد الفرص كان الفوز للمحليين الذين أردنا تعديلهم غير أن اللمسة الأخيرة كانت مفقودة.