الأجواء داخل أسوار مركّب 15 أكتوبر يلفّها الغموض، وتعصف بها الزوابع بشكل لم يتعوّد عليه فريق عاصمة الجلاء من قبل... وكأن القدر يخبأ لهذه القلعة الكروية العريقة مفاجآت غير سارّة بوادرها لاحت في هشاشة النتائج، لتنتقل العدوى الى هشاشة مماثلة على مستوى العلاقة بين أفراد الاسرة الواحدة. فالمتفق عليه في فريق عاصمة الجلاء أن المارد الاصفر دخل فعلا في دوّامة أزمة... أزمة ثقة وأزمة نتائج... وأزمة انضباط في صفوف اللاعبين... ولعل ما باح به رئيس فرع كرة القدم المنذر علمية ل «الشروق» في اتصال به أمس من أنه قرّر الانسحاب من رئاسة الفرع بعد أن عجزت الهيئة المديرة عن السيطرة على الوضع انما هي صورة واضحة لتلك الحالة إذ يقول علمية «صراحة لم أعد احتمل تلك الصراعات والتكتلات التي أصبحت تخيّم على علاقة اللاعبين ببعضهم البعض الى حد أنناعجزنا عن اصلاح الوضع بل أكثر من ذلك فقد أصبحت عرضة، للتهديدات من قبل بعض اللاعبين لذا فالانسحاب افضل في ظل هذه الوضعية». اقصاءات بالجملة... ومجلس التأديب نشيط بشكل غريب... إشارة المنذر علمية الى أن عدم الانسجام وانفلات الاعصاب لدى اللاعبين وبروز علاقة مهزوزة فيما بينهم، ولّد أجواء مشحونة بالتوتر داخل المجموعة... لم تجانب تلك الاشارة الواقع الذي يعيشه الفريق فمجلس التأديب نشط في بداية الموسم الحالي على غير عادته ذلك أن هذا المجلس لم يتعوّد على النظر في مواضيع تتعلّق بالانضباط منذ مواسم عديدة ليعود هذا الموسم بأكثر حيوية وليس أدل على ذلك من جلساته الماراطونية التي عقدها بعد ست جولات فقط من انطلاق البطولة لينظر في ملفّات، معزّ بن ثابت، وأحمد دعيّب وطارق العياشي، ثم زادت صورة الوضع وضوحا في تعدد ظاهرة الاقصاءات فالورقات الحمراء زارت الفريق في ثلاث مناسبات (صابر المحمدي ابراهيم الجناوني وعلي كريدان) والسؤال المطروح الى أين يسير المارد الاصفر وأين ستستقرّ به رحلة الهزّات؟ كلها مسائل تتدارسها الاطراف الفاعلة في العائلة الموسّعة للفريق وقد تتوّج بمرحلة اكثر اشراقا لصاحب اول كأس افريقية.