الذين يعرفون جميل الجودي أو دجو أو خميس كما يسميه أصدقاؤه لا يعرفون علاقته بالأدب ولا بالأدباء. وهي العلاقة التي انطلقت منذ أيام الطفولة في نهج الباشا وباب سعدون. «الشروق» سألت الجودي عن وجهه الآخر. * كيف بدأت علاقتك بالادب؟ علاقتي بالادب بدأت في سن مبكرة كنت أدرس الفرنسية في المعهد الصادقي وكان أستاذنا برتبة مجنون بالمسرح الكلاسيكي والشعر فكنا نتلقى المحفوظات في الشعر الفرنسي كل يوم ومن يرتكب خمسة أخطاء يجلد... من هنا أصبحت مولعا بالادب الفرنسي بالتوازي مع ثقافتي العربية الكلاسيكية إذ اكتشفت طه حسين والمنفلوطي والمازني والعقاد والشابي الذي حفظنا أشعاره في عهد الاحتلال الفرنسي. * قدمت الكثير من المسرحيات باللغة العربية؟ أنا أعشق اللغة العربية وللاسف الكثيرين من جيل اليوم لا يجيدون التمثيل باللغة العربية وهذا شيء مخجل، وقلت هذا في كتابي «أبحث عن شهرزاد» مما أزعج البعض لكنني فنان يقول الحقيقة كما يراها... لاحظت أيضا أن الكلمات البذيئة في المسرح التونسي أصبحت محل فخر. * ما هي الكتب التي تحبها؟ لكل فترة كتبها في المراهقة كنت رومانسيا لكن في مرحلة النضج أحببت سوفوكل وأرسطوفان ومنهما فهمت المسرح الفرنسي الذي قرأته قبل ذلك واكتشفت أنه في أغلبه مقتبس عن اليونان. واكتشفت أن العرب وصلوا الى درجة من العلم عندما ترجموا الكتب اليونانية... فمن لم يقرأ أوفيد لا يمكن أن يفهم شكسبير. * لمن تدين في ثقافتك؟ لاستاذي الطاهر ية وعبد العزيز العربي ومحمد الحبيب وحسن الزمرلي رحمهم الله. * ما هي علاقتك بالادباء؟ جيل اليوم لا أعرفه كثيرا لكن في الستينات وأواخر الخمسينات كان كل الادباء أصدقائي كانت تجمعنا مقهى المغرب وماكس ومقهى باريس مثل البشير ومصطفى خريف وجمال حمدي ونور الدين صمود والميداني بن صالح وحلمي شلفوح والحبيب الزنّاد...