بقلم : عبد الرحمان مجيد الربيعي تتسارع الأحداث وتجري بشكل لم يتوقعه قادة التحالف الذي شن الحرب على العراق. وبعيدا عن تصاعد المقاومة الوطنية والرفض الشعبي المتزايد للاحتلال والمجموعة التي اختارها واجهة لحكم العراق (ما أعلن عن دفع 043 ألف دولار شهريا لأحد هؤلاء مقابل تقديمه ومن معه معلومات لسلطات الاحتلال عن المقاومة العراقية) نجد ان كل مسوّغات هذه الحرب قد انهارت وأن الذين أصروا عليها أو الذين أيدوهم وساروا ورأهم بعماء كامل قد بدأت مواقعهم بالاهتزاز، فهذا اليميني أزنار يسقط لأنه سار الى الحرب وساندها وأصر عليها رغم ان 09 بالمائة من الشعب الاسباني ضدها. ان السقوط المدوي لأزنار وحزبه كان متوقعا جدا، وها هو رئيس الوزراء الاشتراكي العمالي خوزي لويس رودريغيز يعلن في أول تصريح له بعد فوزه بأن الحرب على العراق كانت (كارثة) وأنها تمت خارج الشرعية الدولية كما طلب من أمريكا وبريطاني بنقد موقفهما والاعتراف بالخطأ الذي ارتكباه في حين صرّح وزير خارجيته المقترح عند تشكيله للحكومة الاسبانية بأنه لا يريد لبلده ان يكون شريكا في (كارثة معلنة). وتتزامن مع فوز الاشتراكيين تصريحات جديدة للسيد هانز بليكس رئيس المفتشين الدوليين الذي أوقفت أمريكا مهمته عندما أعطت لنفسها الحق في اجتياح العراق لتدمير أسلحته كما جاء على لسان مسؤوليها بدءا من الرئيس ومن تبعه وذكر بليكس ان الحرب على العراق جعلت العالم أكثر كراهية، وأنها جاءت بالارهاب الى العراق ولم تبعده عنه. ورأينا صور أُسر الجنود الأمريكيين القتلى وهم يتظاهرون حاملين صور أبنائهم الذين قتلوا لا دفاعا عن قضية عادلة كما أوهموهم بل عن مصالح الشركات الكبرى وأحلام امبراطورية لم يعد العصر يسمح لها حتى وان بقيت فيه قوة وحيدة واحدة. ان سقوط أزنار مؤشر قوي بأن التحالف الهش (بولونيا على أوكرانيا على رومانيا)!! قد بدأ بالانفراط والتبعثر خاصة وأن رئيس الوزراء الاسباني المنتخب قد جعل في أولويات سياسة حزبه سحب القوات الاسبانية من العراق. واذا نظرنا الى الحال التي عليها بلير وحشره في زاوية ضيقة من قبل معارضي سياسته التي قفز بها على أوروبا الموحدة ليلاحق الموقف الأمريكي، وما يتعرض له من هجومات واستجوابات أرهقته وجعلته يبدو للناظر وقد كبر عشرة أعوام لوجدنا اننه في وضع صعب أصبح فيه فوزه أمرا شبه مستحيل، وانه لابد ان يلحق بأزنار. وكذا الامر مع هوارد في استراليا وبرلسكوني في ايطاليا كلهم مرشحون للاخفاق والفشل لاسيما وان هناك شعوبا حية في هذه البلدان لا تسمح لحاكم بأن يخدعها ويزور ارادتها. نعم، ان بلير المرشح الثاني (الاقوى) للحاق بأزنار في سلسلة الانهيارات المتوقعة لهذه الانظمة! أما في أمريكا نفسها فإن المرشح الديمقراطي جون كيري أصبح يحظى بالنسبة الاكبر من الاصوات التي ستقوده الى البيت الابيض. ان الذين قادوا الحرب ودمروا العراق بحجج واهية ولم ينصتوا لأصوات شعوبهم التي لا تريد الحرب اطلاقا وقد وظفوا غضب هذه الشعوب من بعض العمليات الارهابية وخاصة أحداث الحادي عشر من سبتمبر لإعلان أكثر من حرب أكبرها في العراق وأفغانستان وبادعاء ملاحقة الارهاب. لكنهم صنعوا الارهاب وجعلوه حقيقة ثابتة وبات مواطنو هذه البلدان عرضة للقتل في كل بقاع العالم لا لسبب الا لأنهم يحملون جنسية هذا البلد. أكرر بأن السيد بليكس كان واضحا في آخر تصريحاته بأنهم جعلوا العالم أكثر كراهية! اليوم أزنار وغدا بلير.. والبقية تأتي، ولن تبقى في الاخير الا ارادة الشعوب بأن تعيش في عالم يعمه الامن والسلام. وان كانوا صادقين في اعلانهم الحرب على الارهاب فماذا يصفون ما تفعله اسرائيل؟ ولماذا يقفون واجمين بكما لا ينطقون أمام جرائمها المريعة؟!