في إطار حرص الجهات الأمنية الشديد على التصدي لكل محاولات اجتياز الحدود خلسة واعتماد مياهنا الاقليمية للرحلات غير المشروعة في اتجاه أوروبا، تمكنت الشرطة العدلية باب بحر صفاقس مساء أول أمس الاربعاء من احباط عملية حرقان نظمها 3 متهمين لفائدة 44 مواطنا افريقيا من ضمنهم 5 نسوة. المدبرون للرحلة خططوا لعملية «الحرقان» بشكل يوحي على التروي في ركوب المغامرة باتخاذ كل الاجراءات الاحترازية والتدابير الاحتياطية لضمان النجاح في استكمال مهمتهم التي وضعوا لها تسعيرة قدروها ب700 دينار عن كل مواطن افريقي حالم بأضواء أوروبا. وللغرض، اتفقوا مع صاحب منزل واقع باحدى ضواحي صفاقس لايواء 44 مواطنا افريقيا 5 منهم كانوا مرفوقين بزوجاتهم أقاموا جميعا فيه في ظروف غير صحية بمعلوم حدده صاحب المحل بعشرين دينارا عن كل ليلة لكل فرد في انتظار استكمال ترتيبات الرحلة. الترتيبات تستوجب حتما وسيلة نقل بحرية، لذلك عمد المنظمون إلى اقتناء مركب بحري من أحدهم لاستعماله في عملية «الحرقان»، وقد كانت الصفقة تتم تحت أنظار أعوان الشرطة العدلية باب بحر بصفاقس الذين وبفضل خبرتهم المعهودة تمكنوا من تحديد مقر الاقامة الظرفية وحصروا عدد الحارقين ووضعوا المدبرين للرحلة تحت المراقبة في سرية تامة منذ بداية التحضيرات لاجتياز الحدود خلسة. ولما استكمل المحققون كل الترتيبات الأمنية التي تمكنهم من ايقاف كل الحالمين بالرحلة والمدبرين لها والأطراف المتداخلة في عمليات اقتناء المركب واكتراء الشقة والوسطاء في ترويج وتسويق مشروع الرحلة غير الشرعية بين الأفارقة، وقبل موعد اجتياز الحدود ب 5 ساعات تقريبا، داهم الأعوان المحل الذي يؤمه الحالمون وهو ما تم في وقت متأخر من مساء أول أمس الاربعاء في ضربة أمنية تنم على خبرة محققي الفرقة في التعامل مع هذه الوضعيات. وبجلب كل المورطين ليلة أول أمس إلى مقر الفرقة للتحقيق معهم، اعترف المتهمون بما نسب إليهم، وقد كشفت الأبحاث الأولية ان البعض من الأفارقة الذين تم ايقافهم على ذمة التحقيقات كانوا قد استغلوا فعاليات الكأس الافريقية التي احتضنتها بلادنا للإقامة بيننا والتخطيط لاحقا للهجرة غير المشروعة معتمدين مياهنا الاقليمية. الأبحاث في هذه القضية مازالت متواصلة بعدما أمكن ايقاف كل المورطين دون استثناء في انتظار احالة الجميع على أنظار العدالة لتنظر في شأنهم.