"حارقون" من آسيا... وحالمون بالهجرة يسرقون مركبا بحريا الشروق مكتب صفاقس : في اطار حزم المصالح المختصة في الحد من ظاهرة اجتياز الحدود خلسة والوقوف بصرامة أمام الحارقين الاجانب في اعتماد مياهنا الاقليمية كمعبر في اتجاه اوروبا، تمكنت القوات البحرية الوطنية والجهات الامنية بصفاقس من احباط عمليتي »حرقان« منفصلتين جدتا في اليومين الاخيرين بالمياه الاقليمية القريبة من صفاقس. ويستفاد من خلال المعلومات الاولية المتوفرة لدينا أن الجهات المختصةتمكنت من القبض على منفذي العملية الأولى الذين فاق عددهم العشرين حارقا من بعض الدول الآسوية كانوا يحلمون بالهجرة الى الغرب. الحالمون بالهجرة كانوا يرومون اجتياز مياهنا الاقليمية في اتجاه جنوب القارة الاوروبية، وقد تفطنت اليهم البحرية الوطنية حين كانوا عرض البحر يصارعون الأمواج ويمنون أنفسهم بالوصول الى السواحل الجنوبية لأوروبا لكن فطنة قواتنا البحرية وسهرها على مراقبة المياه الاقليمية حالت دون ذلك إذ أمكن تبعا لهذه المجهودات الواضحة احباط هذه العملية التي انطلقت خلال الفترة القليلة الفارطة من احدى الدول الشقيقة حسب ما أفاد به الحالمون بالهجرة في التحقيقات التي تجرى معهم حاليا. وفي انتظار استكمال الابحاث وترحيل الحارقين الى دولهم الاصلية، تكفلت فرقة الأبحاث والتفتيش التابعة لحرس صفاقس بالتحري والتدقيق في هذه العملية بالتوازي مع عملية ثانية شهدتها منطقة »العوابد« بصفاقس نظمها 18 حارقا من بعض المعتمديات التابعة للجهة. الحارقون في العملية الثانية، وخلافا لما هو متعارف عليه، لم يلتجئوا الى وسيط لتسهيل عملية اجتيازهم للحدود خلسة، بل اتفقوا فيما بينهم لجمع مقدار مالي يسمح لهم باقتناء لوازم الرحلة من محروقات ومؤونة وغيرها كما اتفقوا على سرقة مركب بحري يقلهم الى جنوب اوروبا. وبالفعل، تمكن الحارقون خلال اليومين الفارطين من ترصد احد المراكب كان راسيا بشواطئ منطقة سيدي منصور بصفاقس واستولوا عليه ليلا، الا أنه في اللحظات الاخيرة السابقة للرحلة وحين كان الحارقون يمنون انفسهم بأضواء العواصمالغربية و»اليورو« الاوروبي، امكن لاعوان فرقة الابحاث والتفتيش بصفاقس وفي اطار مراقبتهم الدقيقة والمستمرة للشريط الساحلي القبض على جميع الحارقين وحجز المركب المسروق ومستلزمات الرحلة البحرية. الحالمون بالهجرة هم الآن رهن الايقاف للتحري معهم بعد ان علقت بهم العديد من التهم اهمها السرقة والمشاركة في تنظيم رحلة اجتياز حدود خلسة وغيرها من القضايا الخطيرة في انتظار استكمال الابحاث واحالتهم جميعا على العدالة لتنظر في شأنهم.