حبيبتي امرأة ليست ككل النساء أنجبتها الأرض وأكرمتها السماء أرضعتها الأرض حليبها وأحياها النور والهواء فانتجعت حينا بين المروج الخضر وحينا في البيداء ثم استوقدت نارا من الايمان أصلها في العلياء فلما استوت واستقامت جرى من سحرها ما قد جرى *** حبيبتي تتعطر بماء الشعر وتنسج بالأوتار ترانيم الغزل والرثاء وترسل في الآفاق حمام الحكمة موصولا بالإخاء حتى غدت زمنا سراجا للمعارف والفنون ينير درب الورى *** لكنني راقبتها ذات طقس ادلهمت فيه الخطوب والأنواء ألفيتها محزونة الفؤاد تتوارى من فرط الحياء قلت لها: وا أسفي عليك يا سليلة المجد يا أميرة البهاء أي خطب أصابك قولي أي بلاء؟ «جاوبتني ودمع العين تذرفه» ضاعت الأرض وانتهك العرض وحل البلاء. قلت وقد دارت بي الدنيا واسودت الأرجاء من سبب لك هذا يا أميرة العفاف والوفاء؟ قالت: بعض من العشيرة وبعض من الغرباء قلت: يا لثارات محبّيك ما عاد ينفع البكاء فعهدا ووعدا قطعناه نطهرك من الأدران والأعداء وسنسقي قلبك الطاهر بماء الشهادة والفداء حسن العيادي (جندوبة) ** الحياة.. صراع ليس كل أيام الدنيا متشابهة، وليس كلّ نهار تضيئه الشمس أو تعلو سماءه السحب، وليس كل ليل يضيئه القمر، وتتوالى الأيام، فنسعد في بعض الان لدوامها على شاكلة نرتضيها، وترتاح لها ذواتنا المتعبة من رتابة الزمن وقسوة الأحبة، وتبدل الأحوال، ونطمئن زمنا محدودا، ثم نستفيق، فنفزع، وترتجف أوصالنا وتتجمّد دماؤنا دفعة واحدة، ويبرد فينا الاحساس بالاحساس، ويجمد الشعور عن الشعور، وتتألسن الشفاه كالحجر الأصم ممتنعة عن الكلام والتعبير وحتى الصراخ ونبكي بكاء مأساويا، ويرحل عنّا الفكر، ويرتحل، وعينا إلى عوامل اللاّوعي الأزلية، وننسى المأكل والمشرب، وينكر فينا العذاب العذاب، ونخاف الخوف من الخوف الذي يعترينا، ويهرب اليأس من أمام اليأس الذي يسكن أعماقنا، ويخاف الألم على نفسه من الموت تأثرا بالألم الذي يشكّل أنفاسنا، شهيقها وزفيرها، ونخترق بكل ذكرى جميلة علقت بأذهاننا، ونرقب نهارا وضاء طالما رسمته أحلامنا في الصحو تارة، وفي النوم أخرى، ونعيش كثيرا على آمال تتراكم دون أن تتحقق، ونكره تاريخنا خفية، وتأبن أنفسنا الاعلان علانية عن خوفنا من فقدان حبيبة أو رفيق، أو الاعتراف بالفشل والهزيمة،، وترقى أنفسنا إلى أنفسنا إلى اشكالات عسيرة لحل المعضلات التي تواجهنا وتعايشنا، ونتوه بين أرجاء المكان الذي يضمّنا فلا نجد غير الصمت منهجا للتواصل، ومسلكا للتصبّر والتجاوز، ومعبرا يربط أرواحنا بأجسادنا، وتستمر الحياة.. ونلحظ كلّ مكونات الكون، متحركها وساكنها فلا نجد من يعيرنا اهتماما، ولا انتباها.. ولا الأيام ولا الليالي، ولا الساعات ولا حتى اللحظات يمكن أن تحيا معنا حياتنا بتقلباتها، واقتنعنا أنه لا أحد يفرح لفرحنا أو يقف أسفا على آلامنا، كما يحصل معنا، فالحياة هكذا كانت منذ الأزل، وهكذا تواصلت، وهكذا ستستمرّ، والانسان فاعل في صياغة وتطوير موادها، دون أن يكون كذلك في تحديد فعل، هذه الحياة فيه.. كلّ ذلك معلوم لكلّ كائن بشري منذ بداية الحكاية الانسانية، فالبداية مخاض، وصراع، والنهاية احتضار وصراع، وبينهما كائن حسّاس وعاقل خيانة صراع، وكلّ مكوّن فيه صراع.. لكن يتولّد عن الصراع الإبداع، فالإنعتاق، فالإنسانية، ولا شيء أعظم وأثمن من الانسانية. قيس العرقوبي (معهد الصحافة وعلوم الاخبار) ** سرقة أدبية؟! وافانا الشاعر منذر الكبلوطي أحد أصدقاء «واحة الابداع» برسالة يكشف فيها عن تعرّضه لسرقة أدبية إذ سطا عبد السلام التليلي على قصيدته «صبرا حبيبتي» ونشرها بعنوان «إلى الشهيدة» وبعودتنا إلى النصين لاحظنا التطابق الكلي بينهما. وننبه عبد السلام التليلي إلى خطورة فعلته التي لا تقبل أي تبرير. وندعوه إلى التعويل على امكاناته وباستطاعته لو فعل انجاز نصوص جميلة. ** أيهما أفضل؟ أيهما أفضل أن نقف على الأطلال ونقلّب دفاتر الأزمان فتارة يغمرنا الرّضا والانشراح وأطوارا تنال من كبريائنا النكبات فنتحسّس من هذه وتلك دروبا ترسو بنا إلى شاطئ الأمان أم ندير ظهورنا للماضي ونتجاهل الحقائق وكلّ الذي كان ونعيش لحاضرنا فقط وليكن بعده الطوفان؟!! خالد عبيد (صفاقس) ** أخر قرار من اليوم فصاعدا... سوف... لن.. و.. لن... ألتفت خلفي أبدا... سوف... أنسى و أنسى... كل تفاصيل الحكاية... من... البداية إلى النهاية... سوف... أنسى... كل الذي كان.. وكان... وأودّع أمسي... وأمضي طائرا... تاركا... على الأرض حزني... وعذابي... و... أساي... عبد المجيد الرزقي (القباعة وادي الليل) ** ردود سريعة * هاجر عمري (الرقاب): «علمتني» فيها نفس شعري ننتظر منك نصوصا أخرى أكثر نضجا. * دينا الفقي (الحنشة): مرحبا بك صديقة جديدة لواحة الابداع. ننتظر منك نصوصا أفضل. * زهير العانس (سيدي بوعلي): «عشق» تكشف عن نفس شعري ننتظر منك نصوصا أخرى أكثر تماسكا ونضجا. * نجيبة وفريال (بلطة): نشكركما على عمق المشاعر تجاه «الشروق» الكتابة على وجه واحد من الصفحة شرط المشاركة في واحة الابداع. ننتظر مساهمات أخرى.