أيام قليلة باتت تفصلنا عن موعد عرس ثقافي هام هو مهرجان الموسيقى التونسية في دورته الأولى والذي جاء ليعوّض مهرجان الأغنية التونسية. وقد تمّ التغيير الذي طرأ على تصوّر هذا المهرجان تلبية لدعوات توجّهت بهاعديد الأطراف من جهة واقتناع المعنيين بالأمر بضرورة التغيير. لكن الرهان لايبدو سهلا بالمرّة سواء أمام الطرف المنظّم أو المشاركين. فمسؤولية هؤلاء أضحت أكبر وأصعب خاصة وأن تجارب السنوات الماضية لم تكن في مستوى الطموحات. فالأغنية التونسية اليوم ليست بحاجة إلى عرس وبهرج ومدعويين وسهرة إلى آخر الليل وبعد توزيع الجوائز يمضي الجميع فرحين مسرورين. الأغنية التونسية بحاجة إلى وقفة جادّة تعيد إليها أمجادها وتذكّرنا بروائع الفنان الكبير الهادي الجويني التي تجاوزت الحدود وما زالت إلى اليوم تلاقي النجاح حتى لدى أبناء المشرق الذين يتحجّج بعضهم بعدم فهم لهجتنا. فالمطلوب اليوم هو الارتقاء بأغنيتنا انطلاقا من حسن اختيار الكلمات إلى الألحان وصولا إلى الأصوات مع ضرورة إلغاء كلمة المجاملات من قاموسنا. وكل طرف مطالب بتحمل مسؤوليته على أحسن وجه حتى تكون الأغاني المتوجة بالوجه المشرّف الذي نطمح لبلوغه. تلك هي الأغنية التونسية التي نريد.