قال العلماء: إن من أعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه من النوافل كثرة تلاوة القرآن، وسماعه القرآن بفهم وتدبر ولذا روى الترمذي عن أبي أمامه مرفوعا: (ما تقرب العبد إلى ربه بمثل ما خرج منه) يعني القرآن. وعن أنس رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «إن للّه تعالى أهلين من الناس». قالوا: يا رسول اللّه من هم؟ قال: «هم أهل القرآن»، أهل اللّه وخاصته. وفي الحديث: «ما تقرب إليّ عبدي المؤمن بمثل الزهد في الدنيا، ولا تعبدني بمثل أداء ما افترضته عليه». ولا شك ان الزهد في الدنيا ينشأ عن صحة الايمان باللّه، وعن تفضيل ما عند اللّه على ما عند الناس، والطموح إلى دار الخلود بما فيها من نعيم مقيم، وهذا يقتضي حسن العبادة وحسن القيام بالفرائض أولا، وما يتبعها من السنن والنوافل ثانيا. وفي رواية أخرى لهذا الحديث الذي نحن بصدده: «ما تقرب إليّ العبد بمثل أداء فرائضي، وإنه ليتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت رجله التي يمشي بها، ويده التي يبطش بها، ولسانه الذي ينطق به، وقلبه الذي يعقل به، إن سألني أعطيته، وإن دعاني أجبته».