نجح المدرب خميس العبيدي الى حدّ الآن في المهمة الموكولة اليه على رأس المنتخب الأولمبي ولم تبق امامه سوى تسعين دقيقة ليرسي بنا على شاطئ الامان ونقتطع تذكرة العبور الى اليونان. ماذا أعد العبيدي لهذه الجولة الاخيرة؟ وما هي العوامل التي ستحسم المواجهة حسب رأيه؟ وما هي الاوراق الرابحة التي سيعتمدها؟ «الشروق» التقته وطرحت عليه هذه الاسئلة وغيرها واليكم الاجوبة. يوم واحد يفصلنا عن موعد تاريخي، كيف تنتظرونه؟ الانتظار في قيمة الرهان طبعا، نحن كإطار فني نقضي الساعات الطوال خارج أوقات التمارين، ونفكر ونخطط ونعدّ العدة لهذا الموعد الهام، فتسعون دقيقة فقط تفصلنا عن التأهل للاولمبياد وبلغة أدق أدركنا العين ولا بد أن نشرب فالى حد الآن أنجزنا المطلوب ويجب ان نكمل هذه الخطوة الاخيرة بثبات. ماذا أعددتم لملاقاة صاحب طليعة المجموعة المنتخب النيجيري؟ لقد كانت استعداداتنا مركزة ومدروسة ومتنوعة فقد أولينا كل جانب ما يستحق من عناية ولم نترك شيئا للصدفة، فالبداية كانت مع اختيارات بدنية وطنية أخضعنا لها اللاعبين بمعية الطاقم الطبي والمعد البدني السيد بوبكر الحناشي الذي قام بعمل كبير الى جانب الاطار الطبي. لقد اجرينا اختبارات لمعرفة مدى جاهزية اللاعبين بدنيا وهي اختبارات علمية متطورة وقد تأكد لدينا ان اللاعبين في أوج استعداداتهم البدنية وهذا ما نريد. جل عناصر المنتخب من النوادي خضعت مؤخرا لنسق ماراطوني محليا واقليميا وقاريا، الا تخشون اصابتهم بالارهاق وبالتالي عدم قدرتهم على مسايرة النسق؟ كما قلت لكم لقد اخضعنا كل اللاعبين الى اختبارات بدنية وحصص تمسيد لازالة الارهاق وقد اكدت النتائج انهم على ما يرام فهؤلاء الشبان صغار السن ويمكنهم استرجاع لياقتهم وانتعاشتهم البدنية بسرعة، هذه الانتعاشة التي تعنينا بالدرجة الاولى والتي تلعب دورا هاما في مثل هذه المواعيد. كيف تنظرون الى مهمتكم غدا؟ دون شك هي مهمة صعبة فالمنافس صعب المراس ويحتل طليعة المجموعة ويملك أفضل خط هجوم، صحيح اننا تعادلنا معه على أرضه لكن مباراة الغد مختلفة فهي مباراة فاصلة وكل طرف سيستعمل فيها كل ما يملك من أسلحة لاقتطاع ورقة العبور. وما هو سلاحكم في هذه المواجهة؟ نحن نعول بدرجة أولى على نضج لاعبينا وعزيمتهم الفولاذية وروحهم العالية التي أظهروها خلال هذه التصفيات كما انهم يملكون زادا فنيا وبدنيا يمكنهم من تجاوز كل الحواجز في كلمة لقد أدركنا العين ولا بد أن نشرب وهذا هو شعارنا جميعا من اطار فني ولاعبين ومسؤولين. على ماذا ركزتم عملكم؟ في مثل هذه المواعيد يلعب العامل النفساني والمعنوي دورا طلائعيا وقد اعددنا اللاعبين من هذا الجانب كأفضل ما يكون فالمقابلة فاصلة وقد تلعب فيها بعض الجزئيات دورا حاسما لذلك اوصينا اللاعبين بالتركيز وعدم التسرع والابتعاد عن النرفزة فيجب الا يندفعوا الى التسجيل بكل الطرق فتتعرّى منطقتنا الخلفية يجب ان لا نترك للمنافس فرصة مفاجأتنا فالمقابلة تدوم تسعين دقيقة والتسجيل والفوز يمكن ان يحصل في اي وقت من المباراة حتى في الدقائق الأخيرة لذا أوصينا اللاعبين بتجنب التسرع واللعب بهدوء. ما هي الفكرة التي تحملونها عن المنافس؟ لقد تابعناه بدقة وخرجنا عنه بفكرة شاملة فهو يملك فرديات لا يستهان بها ويملك ظهيرين قويين وممتازين يصعدان باستمرار ويملك صانع ألعاب ماهر بارع في اللمسة الأخيرة وتمر عبره كل الكرات كما يملك رأس حربة قناص، كما أن المنتخب النيجيري يعتمد اللعب المفتوح من خارج أرضه. إذن ستعمدون الى المحاصرة الفردية لبعض هؤلاء؟ لن نعتمد المحاصرة الفردية لكننا سنمنع الظهيرين من معاضدة الهجوم ونراقب صانع الألعاب وقلب الهجوم عن بعد وعند الاقتراب من مناطق الثلاثين مترا تصبح المحاصرة فردية ولصيقة عليهما وخاصة صانع الالعاب الذي يعولون عليه كثيرا. ما هي الثغرات التي يمكن استغلالها في صفوف المنافس؟ دفاع المنافس وخاصة محوره في المتناول ويمكن اختراقه لذا سنلعب بمهاجمين قارين مع قدوم المهاجم الثالث (عصام جمعة) من الخلف. بماذا تعدون الجمهور التونسي؟ أولا أتمنى ان يكون الجمهور في الموعد وبأعداد غفيرة وان يصبر على اللاعبين ولا يستعجلهم في التسجيل ونعده بالفوز والترشح ان شاء الله فنحن نملك مجموعة طيبة من اللاعبين وان شاء الله سنؤكد ان للاطار الفني التونسي كلمته ومثلما أسعدنا الجمهور في الألعاب المتوسطية 2001 سنسعده هذه المرة ونتأهل الى الاولمبياد.