الفنان الكبير هاني شاكر صاحب الجماهيرية العربية العريضة واللون الخاص الذي يشجي الجماهير وصاحب التقدير على المستويين الشعبي والرسمي يشعر بحالة ألم وأسى حاليا بعد غيابه او بمعنى اصحّ تغييبه عن المشاركة في الحفلات الغنائية سواء في بلده مصر او في بعض الدول العربية. التقت «الشروق» هاني شاكر الذي اوضح اسباب اختفائه عن الساحة ولماذا يرفض المشاركة في بعض الحفلات التي تلقاها مؤخرا ولماذا ايضا لا تتم دعوته في حفلات اخرى وللمهرجانات يتم تنظيمها في الدول العربية. اكد هاني شاكر ان اي فنان يحترم نفسه لن يعرض المشاركة بل تلقاها وقال انه ما يعزيه هو التقدير الذي يتلقاه يوميا من الجمهور العربي في كل مكان وانه سيعمل على التواصل مع جمهوره حتى لو اضطر للغناء لهم في الشارع مؤكدا ان فكرة الاعتزال غير واردة. آلام هاني شاكر واسبابها في الحوار التالي: * سألناه: اين انت... لماذا تغيب عن الساحة؟ اجاب: انا موجود ولكن للاسف خارج مصر، واشعر بالألم عندما اجد ان حفلاتي خارجها عشرات اضعاف ما اقدمه للجمهور المصري، وللعلم فأنا لم اغن بمصر منذ اربعة اعوام رغم وجود الكم الكبير من الحفلات التي تقام فيها، وفي كل الاحوال انا على استعداد للمشاركة في اي حفل يقام في القاهرة. * ولماذا القاهرة... وعلى اي اساس رفضت المشاركة في حفل ينظمه جهاز التلفزة المصري في سوهاج احدى محافظات الصعيد المصري؟ نتفق على ان اي فنان محترم ويحترم نفسه لا يمكنه ان يتقدم بطلب رسمي للمشاركة في حفلات «ليالي التلفزيون المصري»، وهو ما كنت غائبا عنها منذ ثلاثة اعوام تقريبا مضت، وكنت اتمنى بل وانتظر دعوة للغناء فيها وان يحرص التلفزيون على تحقيق التوازن بين الفنانين العرب والمصريين خاصة وان هناك اسماء كثيرة غائبة عنه ولكن ذلك لم يحدث. اما فيما يتعلق بالحفل الاخير في سوهاج احيته باسكال مشعلاني بعد اعتذاره فأسبابي واضحة لانه لا يعقل انه بعد اختفاء 3 سنوات عن اي حفلات بالقاهرة ان يكون اول حفل لي من الصعيد ولكن في القاهرة مثل عشرات المطربين الآخرين الذين دعاهم التليفزيون المصري، ومن هنا اعتذرت حتى تأتي الفرصة المناسبة. وأرجو ان لا يفهم كلامي على انني ارفض الحفلات في الاقاليم بل فأنا من المؤيدين لها بدليل مشاركتي في حفلات اضواء المدينة في حفلات بالمحافظات كانت انجح الحفلات التي قدمتها في حياتي، وللاسف كانت آخر حفلاتي ايضا في اضواء المدينة منذ اكثر من عامين من حفل بالاسكندرية بمناسبة ذكرى الثورة وبعدها لم اتلق اي دعوات للمشاركة فيها ونفس الشيء بالنسبة لمهرجان الموسيقى العربية. * وهل نفهم انك ترصد قصر الغناء في الحفلات المصرية على المطربين المصريين وان تكون لهم الاولوية؟ أبدا... انا لست ضد وجود المطربين العرب على وجه الاطلاق في الحفلات التي تنظمها المؤسسات الفنية المصرية لانه ذلك هو الطبيعي وخاصة بالنسبة لمصر، ولكن ما اريد قوله ان هناك توازن يجب مراعاته في هذه الحفلات بين عدد المطربين المصريين والعرب، والا اذا كان المطرب سيتم منعه من الغناء في تلفزة بلده فأين سيغني وكيف يصل الى جمهوره في بلده؟ * ولنك تنسى انك سبق واعتذرت عن المشاركة قبل عامين من مهرجان القاهرة للاغنية؟ هذه الواقعة يجب ان نضعها في اطارها الصحيح، وحقيقة ما حدث ان إدارة المهرجان اسندت مهمة تنظيم الحفلات الى احد المتعهدين ولكنني وجدته قد تجاهل تنفيذ الدعاية المناسبة التي تتناسب مع تاريخي الفني سواء لي او للحفل نفسه، ولم يكن امامي سوى الاعتذار والانسحاب من الحفل، ولأنني احترم نفسي وفني وجمهوري قمت بعمل اشهار في الصحف اعتذر فيه للجمهور عن المشاركة في الحفل، ومنذ هذه الازمة انتهت علاقتي تماما مع مهرجان الاغنية. غياب عربي * وماذا تقول عن التفاؤل الواضح في الفضائيات العربية الغنائىة التي زاد عددها هذه الايام الى درجة كبيرة، وما تبثه في مهرجانات عربية للغناء تجمع مطربين ينتمون الى العديد من الدول العربية؟ ما يحدث فعلا أنني اتعرض للاستبعاد من المهرجانات العربية، ففي مهرجان جرش تسيطر شركة انتاج عربية على الحفلات وتعطي الأولوية بل تقصر الغناء فيه على المطربين المتعاملين معما دون غيرهم ويحدث نفس الشيء في مهرجان «هلا بزار» بالكويت، ويعد المهرجان الوحيد الذي يسمح لها من شاكر بالغناء هو «ليالي دبي» وذلك لان التلفزيون هو الذي ينظمه دون تدخل من الشركات الانتاجية ونفس الامر في تونس. الفكرة... مرفوضة * سبق وراودتك فكرة الاعتزال.. هل تفكر فيه حاليا وسط هذه الظروف؟ الفكرة اصبحت مستبعدة تماما بعد ردود الافكار التي اتلقاها من جمهوري في الدول العربية ومن اجل تقديرهم سأحارب حتى ابقى وأقدم فني، ولكني سأحرص في الفترة القادمة على التواجد في الحفلات الجماهيرية والاتصال المباشر بجمهوري حتى لو اضطررت الى الغناء له من الشارع.