فيما أهدى الفنان نور مهنا لكل عربية تقدم ابنها للشهادة في أمتنا العربية ، طغت أجواء الحرب الإسرائيلية ضد لبنان على فعاليات الدورة الحادية والأربعين لمهرجان قرطاج الدولي، حيث اعتذر عدد من الفنانين اللبنانيين والعرب من بينهم الفنان الإماراتي حسين الجسمي والمغنية اللبنانية أمل حجازي عن عدم المشاركة بسبب الأحداث التي تلقي بأثقالها على الشعب اللبناني. بينما ارتأى فنانون آخرون الغناء تضامناً مع لبنان، وهذا ما فعلته أصالة ونجوى كرم ونور مهنا، ومن المنتظر أن يحيي الفنانون اللبنانيون ملحم بركات وأميمة الخليل وفضل شاكر حفلات في الأيام المقبلة للمهرجان، ، بحسب تقرير لصحيفة البيان الاماراتية ، أعده الزميلان أسامة ألفا وضحى السعفي الاحد 30-7-2006 . وكان من المقرر أن تحيي أمل حجازي حفلة على المسرح الروماني في مدينة قرطاج الأثرية، غير أنها أعلنت عن إلغاء جميع حفلاتها بما فيهاالسهرة الغنائية في قرطاج، على ما أفاد المنظمون الذين أوضحوا أن المشاركة اللبنانية الأخرى لم يطرأ عليها أي تغيير إلى حد الآن. أما الفنان حسين الجسمي فقد توجه بخطاب إلى وسائل الإعلام ، أعلن فيه نيته بالاعتذار عن عدم المشاركة في مهرجان قرطاج لهذا العام، رغم تعبيره عن فرحته بالغناء ضمن هذه التظاهرة الفنية العربية والدولية. وقال الجسمي في رسالته إنه كان قد قرر مع بدء تلك الحرب إلغاء كل حفلاته الجماهيرية التي تعاقد عليها. والإبقاء على حفلة قرطاج ليتبرع بأجره إلى ضحايا العدوان على لبنان، لكنه أكد في الرسالة بأنه غير قادر على الغناء في مثل هذه الظروف الصعبة، مؤكداً أنه سيشارك في الدورات المقبلة من المهرجان. وكان الفنان نور مهنا استهل حفلته في قرطاج ليل الجمعة السبت الماضيين بدعوة الجمهور الذي قدر بنحو عشرة آلاف شخص إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء الذين سقطوا في لبنان وفلسطين، ودعا الفنانين العرب من مسرحيين وسينمائيين ورسامين إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة هذا العدوان الذي يستهدف الأمة العربية كلها. وغنى مهنا على امتداد أكثر من ساعتين مجموعة من اغنياته القديمة والجديدة. وقدم وهي أغنية جديدة يقول مطلعها :" قال لها انتظريني وراح" وأهداها "إلى كل أم طاهرة وشريفة تقدم ابنها للشهادة في أمتنا العربية"، وقد صفق لها الجمهور بحرارة، وتأثر بكلماتها إلى حد البكاء. وأوضح نور أنه لم يلغ حفلته في قرطاج أسوة بغيره من الفنانين، لأنه يؤمن بأن الحرب موجودة منذ أكثر من 50 سنة، وهو يحب أن يعبر عن تضامنه مع ضحايا الحروب والفقراء والمحتاجين بطريقته الخاصة، كما يرفض الإعلان عن الأعمال الخيرية التي يقوم بها، لأنه فنان يحترم نفسه ولا يفعل ذلك ليجمل صورته أمام الجمهور.