مباشرة بعد انتهاء لقاء المنتخب الاولمبي ونظيره النيجيري اتصل بي أحد الزملاء العرب أولا للتهنئة وثانيا للاعلام بأمر بدا خطيرا إذ ذكر أن الصحفي الرياضي الذي تولى التعليق عن اللقاء المذكور في قناة «الجزيرة الرياضية» قد هاجم المنتخب كثيرا وقال بالحرف الواحد حسب نفس المصدر أن المنتخب ليس جديرا بالتأهل وأن الخطة كانت فاشلة ولم يتمكن من الضغط على المنافس رغم أن اللقاء يدور بتونس. فاستغربت الامر لان الاشقاء لم يتعودوا مهاجمة كرة القدم التونسية دون موجب بل أجمعوا أخيرا دون استثناء أن الانجاز الذي حققه منتخب الاكابر فريد من نوعه لان الاطاحة بمنتخبات افريقيا السوداء ليس هينا ولذلك لم أجد تعليقا على كلام الزميل واكتفيت بالقول «كل ناجح محسود». في اليوم الموالي أي أول أمس الاحد قامت القناة المذكورة بإعادة بث اللقاء ربما احتفالا بأحد أهم الانجازات لكرة القدم العربية لان الاطاحة بالافارقة في التصفيات الاولمبية يعد إنجازا رغما عن الجميع لان هذه المسابقة تكاد تتحول الى اختصاص افريقي بعد تألق نيجيريا والكامرون. وكانت الصدمة عنيفة عندما جاء الصوت مدويا من قطر... إنه صوت ابن تونس هشام الخلصي وتأكدت أن في الامر لبسا لأنه من شبه المستحيل أن يهاجم ابن تونس منتخب بلاده ويقلل من إنجازاته وكانت الصدمة أعظم عندما انطلقت السهام في اتجاه الاطار الفني والمنتخب... * تكتيك فاشل !! ما إن انطلق اللقاء حتى أكد السيد هشام الخلصي أن التكتيك فاشل وكان على العبيدي أن يطالب المولهي بالتقدم أكثر ثم بعد مرور بعض الوقت قال المعلق: «أرى المنتخب التونسي غير قادر على التسجيل بهذه الطريقة وأرى أن الاطار الفني أخفق في الرسوم التكتيكية وليست هذه هي الطريقة المثلى التي سيفوز بها المنتخب التونسي على نظيره النيجيري». ولسائل أن يتساءل ماذا يعني «تكتيك فاشل» و»الاطار الفني قد أخفق» كيف تأهل المنتخب وكيف انتصر في مصر وتجنب الهزيمة أمام نيجيريا والسينغال هناك وكيف تأهل المنتخب ولماذا أجمع الجميع عندما قالوا ان قوة المنتخب في الرسوم التكتيكية لان منافسينا وخاصة «نيجيريا» أفضل منا فرديا أحببنا أم كرهنا. وواصل الخلصي الحملة وذكر أن المنتخب غير جدير بالتأهل «وماذا يعني التأهل... المهم في النجاح في النهائيات أما التصفيات فغير هامة والمهمة كانت سهلة والمنتخب قدم آداء متوسطا ليس إلا». وكان في كل مرة يكرر ويعيد «بعيدا عن العاطفة والجنسية»... * معلول المجهول المعلق عن المقابلة كان دائما يؤكد أن مدرب المنتخب الاولمبي هو خميس العبيدي أما معلول فهو مجرد مساعد وتجنب ذكر اسمه بل كان يقول: «المدرب المساعد»... طوال اللقاء وكان في كل مرة يؤكد ان العبيدي هو المدرب وأن لومار هو مدرب المنتخب الاول. ثم خصص مساحة هامة للحديث عن منتخب الاكابر لا لذكر انجازاته بل للتقليل منها إذ قال حرفيا: «الشيء الذي يؤزمني هو أن يتبجح البعض ويقول ان الحصول على كأس افريقيا إنجاز فريد وأعتقد أن الفوز بالكأس كان من تحصيل الحاصل بفضل الدعم من السلطة والظروف الممتازة التي توفرها تونس للرياضة». هذا كلام جميل ومعقول ومنطقي لكنه مغلّف. لماذا قال الخلصي هذا الكلام الآن ولماذا انتبه الى دعم الرياضة وتوفير الظروف الممتازة اليوم؟ وهل أن الدعم جديد على تونس؟ وهل أن المدربين السابقين لم يجدوا الدعم؟ والمنطق كان يفرض أن يتكلم الآخرون ويبيّنون كيف فشل المدربون السابقون حيث نجح لومار ويبينون الاسباب التي لا فائدة من ذكرها والتي يعرفها الجميع ولكن صمت الآخرون حياء وتكلم هو (...). على العموم الاسباب التي جعلت المعلق على اللقاء يتجنب ذكر معلول ويغيبه طيلة اللقاء معروفة والانتقادات اللاذعة التي وجهها للمنتخب الاول والاولمبي غير خفية أيضا... واذا عرف السبب بطل العجب.