اختتمت مساء السبت الماضي الدورة الخامسة عشرة لمهرجان الموسيقى التونسية بالمسرح البلدي بالعاصمة. وكالعادة جاءت نتائج لجنة التحكيم مخيبة للآمال والانتظارات حيث فوجئت الجماهير الحاضرة بإسناد الجوائز إلى أغان لم تكن الأفضل في هذه الدورة.بل أكثر من ذلك فإن الجوائز ذهبت إلى الأغاني التي لا تستجيب إلى أهداف المهرجان التي حدّدت في كلمة الملحن حمادي بن عثمان مدير المهران بالشكل التالي : إن مهرجان الموسيقى التونسية في تصوّره الجديد سيواصل تدعيم الأغنية يدفع أطراف الانتاج إلى العمل المتواصل طيلة العام، وحثهم على نحت شخصية موسيقية تونسة، واضحة المعالم ذات نكهة مميزة تحافظ على هويتها كلمة ولحنا، وتسير بها إلى آفاق التجدّد والإضافة..»الإضافةونحن هنا نتساءل أين الإضافة وأين التجديد في أغنية «واللّه ما نسامحك» لشكري بوزيان أو «نتذكّر» لعلياء بلعيد؟! فهل كانت هاتين الأغنيتين أفضل من أغنية «الحب غالي عليك» لمقداد السهيلي أو «مجروح» لفيصل الرياحي أو «يا موج البحر المدفوع» لرؤوف عبد المجيد؟! لقد أجمع كل الذين سألناهم من العازفين والملحنين أن أفضل أغنية على الإطلاق هي أغنية مقداد السهيلي وهي تقريبا الأغنية الوحيدة التي حملت معها الإضافة وفيها تجديد على مستوى الكلمة واللحن. ليست هذه المرّة الأولى التي تكون فيها نتائج لجنة التحكيم في الاتجاه المعاكس لرأي الجمهور وأصل الاختصاص ممن لا حسابات لهم. الغريب أن أحد أعضاء لجنة التحكيم رد على الاحتجاجات بالقول : «لقد اعتدنا الاستماع إلى الاحتجاجات في كل دورة الجوائز ذهبت إلى أصحابها وانتهى كل شيء». عضو آخر في نفس اللجنة قال لنا : «من حقهم الاحتجاج المسألة تتعلق بالأذواق..» صحيح أن الأذواق تختلف لكن تقييم الأعمال الفنية وخصوصا في مستوى لجان التحكيم يخضع للمقاييس العلمية لا إلى الأذواق. لقد وفّرت وزارة الثقافة كل أسباب النجاح لهذه الدورة وقامت هيئة التنظيم بكل ما في وسعها لأن تجعل من هذه الدورة عرسا للأغنية التونسية، لكن لجنة التحكيم أجهضت هذا النجاح.