تحت سامي إشراف الدكتور عبد الباقي الهرماسي وزير الثقافة والشباب والترفيه افتتح أمس الأول بالمسرح البلدي بالعاصمة مهرجان الموسيقى التونسية في دورته الخامسة عشرة التي وضعت تحت اسم دورة محمد بوذينة. مهرجان الموسيقى التونسية الذي يقام بالاشتراك مع مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية استقطب في سهرة الافتتاح جمهورا بأعداد محترمة جمع بين عشاق الغناء وأهل الاختصاص من مطربين وملحنين. سهرة الافتتاح كانت مع الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة الفنان عبد الرحمان العيادي والتي كانت تضم أكثر من خمسين عازفا جلّهم من أساتذة الموسيقى ومن خيرة العازفين في الساحة. السهرة كانت في جزئين الجزء الأول خصص لمسابقة المشاريع المتكاملة وقدّم خلالها الملحن محمد صالح الحركاتي عملا بعنوان «عيون المحبّة» كلمات حسونة قسومة والبشير اللقاني أداء سارة لطفي وأنيس لطيف وخلود ساسي ولمياء ربّودي. مفهوم هذا العمل جاء في شكل مجموعة من ا لأغاني تربط بينها فتاة بجمل مقتضبة. أغاني هذا العمل أتت في مواضيع مختلفة كالأرض والوالدين والحبيبة ولارابط بينها سوى كلمة «المحبّة» فهل يكفي وجود هذه الكلمة ليكون العمل متكاملا؟ برأينا كان مفهوم المشروع المتكامل غائبا في هذا العمل ويبدو أن الحركاتي لم يهضم بشكل جيد التصور الذي وضعته الهيئة المديرة للمهرجان. وبقدر ما كانت الكلمات طريفة ومتضمنة لمعاني سامية وصور شعرية جيدة فإن الألحان التي وضعها محمد صالح الحركاتي لم تخرج عن طاحونة الشيء المعتاد والجمل الموسيقية المألوفة. أما بخصوص الأصوات التي اقترحها الحركاتي في هذا العمل فيمكن القول ان باستثناء المطربة سارة لطفي (ابنة الرشيدية) فإن بقية الأصوات كانت عادية جدّا حتى لا نقول شيئا آخر ولا علاقة لها بالأصوات التي قدّمها الحركاتي في طريق النجوم أو حوريات الطرب. الهوية الجزء الثاني من السهرة خصص لمسابقة الأغنية المتداولة وقد استمعنا في إطار هذا القسم إلى خمس أغاني «تجرح» للشاذلي الحاجي و»الحب غالي عليك» لمقداد السهيلي و»غطيت عني الشمس» لمحسن الشريف و»مجروح» لفيصل الرياحي و»نتذكر» لعلياء بلعيد. كل هذه الأغاني كانت في لهجة موسيقية تونسية تجاوبا مع التصور العام للمهرجان لكن هل يكفي هذا التشبث بالهوية التونسية كلمة ولحنا لإنجاز أغنية فيها الإضافة والتجديد؟! بالعودة إلى مجموعة الأغاني التي قدمت في هذه السهرة يمكن القول أننا لم نفاجىء بعمل يلفت الانتباه باستثناء أغنية «الحب غالي عليك» لمقداد السهيلي و»مجروح» لفيصل الرياحي وذلك بفضل توفر جانب الطرافة في الكلمات والجهد في مستوى الصياغة الموسيقية. يمكن القول أنه بقدر ما كان التنظيم جيدا ومنسقا بامتياز فإن الحصيلة الفنية لم تكن في مستوى الانتظارات ولعلّ الآتي أفضل. المنصف بن عمر هوامش من المهرجان معزوفة سهرة افتتاح المهرجان كانت بمعزوفة تحمل عنوان «انفراج 2004» موسيقى عبد الرحمان العيادي وتوزيع منير الغضاب. رتابة مقدمة السهرة الزميلة يسر بالحاج عليّة كانت مرتبكة وتميزت بالرتابة في تقديم فقرات السهرة وهذا مفهوم باعتبار قلّة خبرتها وتجربتها بمثل هذه التظاهرات. وكنا نفضل لو تمت الاستعانة بأصحاب الخبرة في هذا المجال. قارورة بدينار !! قارورة المياه المعدنية في مشرب المسرح البلدي بدينار واحد بالنسبة لقارورة المياه صغيرة الحجم مع العلم أن سعرها لا يتجاوز 300 مليم في الدكاكين.!! حفوز على عكس الدورات السابقة فإن حضور الوجوه الفنية لم يكن مكتفيا في هذه السهرة الأولى خصوصا الوجوه المألوفة مثل الملحن محمد علاّم والشعراء حاتم القيزاني والجليدي العويني. عناية بالصحافة هيئة تنظيم المهرجان خصصت جانبا من المسرح لممثلي الصحافة المكتوبة والمسموعة على عكس عدّة مهرجانات أخرى التي يهمش فيها رجال الإعلام. وفاء كعادتها كانت المطربة سناء السويسي وفية للمهرجان وكانت من الأوائل الذين حضروا في المسرح. عائلات الفنانين الحضور في السهرة كان في نسبة كبيرة منه مكونا من عائلات المشاركين مثل عائلة المطرب مقداد السهيلي وفي مقدمتها شقيقه المسرحي الطيب السهيلي.