تختلف الأساليب التي تتبعها كل زوجة مع زوجها للحصول على مبتغاها. بين الكلمة الحلوة والمسايرة، الى الضغط والوعيد أحيانا وصولا الى المراوغة، وتتراوح استراتيجيات الزوجات في ترويض الأزوا ج وجعلهم رهن الاشارة لتنفيذ طلباتهن، وكيف تنجح الزوجات في هذه المهمة ومارأي الأزواج؟ «الشروق» طرحت هذا الموضوع أمام عدد من الزوجات وتركت كل واحدة منهن تكشف خططها في ترويض زوجها.. فماذا كات إجاباتهن؟ نقاط الضعف بابتسامة عريضة قابلتنا «فوزية» وهي زوجة في الأربعين تعمل بسلك التعليم، وبدأت حديثها بالتأكيد على أن الزوجة الذكية هي التي تتمكن في ظرف وجيز من الاطلاع على نقاط ضعف زوجها. وإذا بلغت الزوجة هذه المرحلة فإنها بذلك تكون قد ملكت زوجها وضمنت حياة هادئة معه. وتضيف هذه السيدة «منذ الأشهر الأولى لزواجي أدركت أن زوجي شخص عصبي يثور لأتفه الأسباب، وأكثر ما يستفزّه هو العناد». وتواصل «ولأنني كنت أعرف طيبة قلبه وحبّه لي فقد اتخذت قراري بأن لا أعانده كثيرا، وأن لا ألحّ في طلباتي أمامه، بل أسكت وأتظاهر بقبول الأمر الواقع، وأكتشف أن هذه الطريقة كانت جدّ ناجحة مع زوجي،حيث كنت أتفادى انفعالاته وثوراته العصبية من جهة، بالاضافة الى حصولي على ما أريد منه دون عناء». السيدة «نجلاء» تؤكد أن زوجها صعب المراس ولا يرضخ بسهولة، وكثيرا ما حصلت بينهما مشاجرات بسبب تعنته ورفضه لمعظم طلباتها، لكنها مع الوقت قررت تغيير استراتيجيتها معه، وأصبحت تتبع معه أسلوب المراوغة والمسايرة أحيانا، وتبدو أمامه مقتنعة بما قرّره وغير غاضبة، لكنها تلجأ الى طريقة أخرى في الحصول على ما تريد». مراوغة ودموع «روضة» متزوجة منذ عشر سنوات تؤكد أن أكثر ما يكرهه زوجها هو الإلحاح في طلب الشيء، لذلك فهي لا تكرر أمامه نفس الطلب أبدا، وحتى تضمن تحقيق مبتغاها تلجأ الى تغيير الصيغة والموضوع كأن تطلب منه مالا مثل الذهاب الى الطبيب وإجراء بعض التحاليل بينما تصرف ذلك المال على الشيء الذي كانت قد طلبته منه في السابق ورفضته. ولأنها تعرف مدى ضعف زوجها أمام دموعها فإن هادية أصبحت لا تتوانى في استخدام هذا السلاح كلما دعت الحاجة. وتؤكد أنها في إحدى المرّات طلبت من زوجها أن يصطحبها في نهاية الأسبوع في رحلة سياحية وعندما رفض تركته دون أن تنطق بكلمة وأطلقت العنان لدموعها، وعندما شاهد زوجها دموعها تأمّلها ثم خرج من البيت ليعود بعد حوالي ساعة ويخبرها بأنه حجز في الفندق الذي سيقيمان به في نهاية الأسبوع. مظلومة السيدة «ليلى» أجابتنا بسؤال استنكاري وهل مازالت هناك نساء يتدلّلن على أزواجهن؟.. لتضيف أن المرأة العاملة لم تعد تجد مبرّرا لتطلب من زوجها شيئا خاصا بها، فالأمر ينطبق على ربّات البيوت اللواتي تعتبرهن ليلى أكثر حظا مع أزواجهن من العاملات. تقول «ليلى» أن زوج المرأة العاملة غالبا ما يعاملها كندّ له ويعتقد أن أموالها الخاصة تغنيها عن تدليل زوجها، مع أن ذلك ليس بصحيح، فمهما كانت أموال المرأة التي تحصل عليها من عملها فإنها تظلّ بحاجة الى رجل يشعرها بأنها إمرأة بحاجة الى اهتمامه». ردّ الأزواج حديث السيدة «ليلى» لم يمر مرور الكرام لدى الأزواج حيث يردّ عليها «منذر» بقوله بأن المرأة العاملة هي المسؤولة عمّا وصلت إليه علاقتها بزوجها. ويشرح «منذر» أن زوجته العاملة غالبا ما تشعره بعدم حاجتها إليه حيث تقوم بالإنفاق على نفسها في كل ما يتعلق بشؤونها الخاصة، وعند حدوث أي خلاف تتهمه بالتقصير وتؤكد له أنها قادرة على كل شيء بنفسها دون الحاجة إليه، وهذا السبب يجعل معظم الأزواج يستقيلون من أدوارهم حسب السيد منذر. مسؤولية مشتركة «عياض» متزوج منذ سنتين فقط يقول ان المرأة والرجل يتحملان المسؤولية معا في تأزم العلاقة الزوجية، فالمرأة التي تكثر من الطلبات دون مراعاة قدرة زوجها وعندما يرفض تتهمه بالتقصير وعدم قدرته على تدليلها مخطئة، وكذلك الزوج الذي يتجاهل حاجة زوجته الى الاهتمام ودغدغة مشاعرها بهدية أو نزهة تسعدها مخطئ أيضا. زوج من الزمن الجميل وكانت نهاية المطاف مع زوج من الزمن الجميل السيد صالح الذي مضى على زواجه أكثر من ثلاثين عاما، ومع ذلك مازال يجيب زوجته عندما تطلب منه شيئا بعبارة : «على الرأس والعين». ويؤكد في النهاية أن المرأة مخلوق لطيف يمكن أن تكسبه بكلمة حلوة أو بهدية بسيطة، كما يهمس في أذن الزوجات بأن الرجل ما هو إلا طفل كبير تنكسر انفعالاته وعناده على صدر زوجة تغمره بالحنان وتشعره بأنه أهمّ ما في حياتها.