في تصريح خصّ به «الشروق» ألمح السيد الحبيب بولعراس الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الى وجود إمكانية كبيرة لعقد قمّة مغاربية قريبة تكون أقصى آجالها نهاية العام الحالي. وأكد السيد الحبيب بولعراس في إجابته عن سؤال ل»الشروق» حول الوضع الحالي للاتحاد المغاربي وآفاقه العملية في ظلّ المتغيرات على المستوى الدولي والعربي والاقليمي ان وضع المغرب العربي حاليا هو مشبع بالآمال، وأضاف: «الآن بعد الانتخابات في الجزائر أصبح لنا أمل كبير في عقد قمة مغاربية بمشاركة كل الدول..»، وعن تاريخ هذه القمة اكتفى الأمين العام للاتحاد المغاربي بالقول بأنها ستكون هذه السنة. يُذكر أن الاتحاد المغاربي لم يحقق استمرارية في تنظيم القمم بين قادة الدول الأعضاء منذ فترة طويلة وأن التأجيل كان السّمة الغالبة على جلّ المواعيد الفارطة، وفي ظلّ العديد من المتغيرات وخاصة في أعقاب القرار الذي اتخذته تونس بتأجيل القمة العربية الأخيرة والذي أوجد نوعا من التضامن المغاربي الملتف حول تدعيم وتقوية الموقف التونسي الذي خيّر التأجيل على أن تنعقد أهم المواعيد العربية الرسمية وتنقضي دون قرارات عملية ترتقي الى حجم التحديات التي يواجهها العالم العربي خاصة في مسائل جوهرية هي في سلّم أولويات المواطن العربي والتي على رأسها ملف الديمقراطية وحقوق الانسان ووضعية المرأة ودعم مشاركة المجتمع المدني وتفعيل دوره في النهضة العربية الشاملة المنشودة. وكان الزعيم الليبي معمّر القذافي قد شدّد لدى التقائه بالسيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية على أن احتضان تونس للقمة المؤجلة هو من المسائل التي لا يوجد بها أدنى نظر أو مراجعة كما رفضت المغرب على لسان الملك محمد السادس استضافة القمة المؤجلة عوضا عن تونس. وكانت جميع هذه المواقف قد أبرزت للمتابعين للشأن المغاربي نوعا من التآلف والاتفاق بين قادة دول المغرب العربي من أجل رسم انطلاقة جديدة لهذا الفضاء الاقليمي الهام خاصة بعد المشاورات الهامة التي جرت بين القادة المغاربيين على هامش قمة 5 + 5 التي احتضنتها تونس في شهر ديسمبر 2003 واجتماع القمة للاتحاد الافريقي الذي انعقد في الجماهيرية مؤخرا. وللتذكير فإن الرئيس زين العابدين بن علي كان قد التقى أياما قليلة بعد تأجيل القمة العربية الأخيرة بالسيد الحبيب بولعراس وبحث معه تطوير العلاقات المغاربية وتحفيز دور الاتحاد المغاربي. كل المؤشرات توحي بأن الأمور تسير على أفضل الوجوه بين الدول المغاربية نحو تحقيق المزيد من التقارب والانسجام وهو الأمر الذي منح الأمين العام مشروعية تفاؤله بعقد قمة مغاربية قريبة بمشاركة كامل الأعضاء.