الآن تأكد حتى للذين يعانون من الحول السياسي أن بوش واخوانه وبال على العرب... والذين يتمنون رحيله يعرفون أنه ما زال أمامه ثمانية أشهر بالتمام والكمال وهي كافية لاسقاط أكثر من عاصمة عربية... كافية لهدم الأبراج العاجية التي يقبع فيها بعض القادة وكافية لبناء هيكل سليمان على جماجم الفلسطينيين... الرجل الذي يحكم دولة تمتد على نصف قارة استكثر على الفلسطينيين علبة سردين... عندما واجه الصحافة مع ضيفه الكبير شارون اختلط علي الأمر ولم أعد أعرف من منهما رئيس أمريكا ومن منهما رئيس اسرائيل... كلاهما محتل لدولة عربية وكلاهما وضع رئيسا عربيا في الأسر... بوشارون أطلقا رصاصة الرحمة على الحق الفلسطيني والحلم العربي... لا لحدود 67 ... لا لازالة المستوطنات... لا لعودة اللاجئين... نعم لدولة يهودية نقية الأعراق على الطريقة النازية... نعم لأمن قتلة الأطفال وعلى الضحايا أن يكافحوا الإرهاب... شارون الذي سماه بوش رجل سلام كذبه لما قال أنه يتقن فن قتل الأعداء ويمارسه منذ 35 سنة.... كيف حال القادة العرب الآن؟ كيف حال الأصدقاء الأخيار للحليف الأمريكي! كيف حال الذين تبرعوا بجهد كبير لتحويل قضية الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين الى قضية أمنية والوسطاء فيها رجال مخابرات من الدرجة الثالثة... كيف حال الذين تعاونوا على قتل الدب الأبيض لما اصطفوا خلف جنرالات الحرب لتدمير العراق ثم احتلاله.... كيف حال سوق الصفقات المخزية... وبال على العرب... ليس هناك تعبير آخر لما يفعله بوش بنا جميعا... إنه يتعمد تصفية الأنظمة العربية المعتدلة والمؤمنة «بالتعامل الواقعي» ويعزلها عن شعوبها ويعريها بصفاقة... إنه يغذي التشدد والنزوع الى العنف لما يستهين بمشاعر العرب الوطنية والقومية والدينية وبحقوقهم المشروعة... يمارس سياسة الاحراج والاذلال بتلذذ يرضي الناقمين الحاقدين من مستشاريه ويسترضي كتله المسيحية المتصهينة من الناخبين (4 ملايين)... اضافة الى اليهود الأمريكيين واللوبي اياه ومصاصي النفط وتجار الموت... انقلاب بوش يضاهي زلزاله نكبة 67 .... والواضح الآن أن مشروع الشرق الأوسط الكبير ليس فكرة وانما هو «مقاولة» وأحيانا «مناولة» تنجز بالجرافات والدبابات والقناصة... من فلسطين الى العراق والقادم أعظم.... وستثبت لجان التفتيش أن بعض الدول مبنية بدون رخصة وبعضها الآخر مائل إلى السقوط...