مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    رابطة الهواة لكرة القدم (المستوى 1) (الجولة 7 إيابا) قصور الساف وبوشمة يواصلان الهروب    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    المسرحيون يودعون انور الشعافي    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    الطبوبي: المفاوضات الاجتماعية حقّ وليست منّة ويجب فتحها في أقرب الآجال    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    Bâtisseurs – دولة و بناوها: فيلم وثائقي يخلّد رموزًا وطنية    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    تعرف على المشروب الأول للقضاء على الكرش..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فاروق القدومي في حوار شامل ل «الشروق» : نعم نحن من ذكّر هنية بوجود شهداء لنا في حمام الشط !

بدا كعادته متفائلا... مطلعا على كل التفاصيل المستجدة والخفية والعلنية، للثورة الفلسطينية...
الأستاذ فاروق القدومي، الذي لم يتغير في مواقفه، ولا يسمح لفعل الزمان مهما كان قاسيا ومحاصرا للثورة والحق الفلسطيني أن يمس ثوابته الوطنية، مازال يبعث ببسمة ارتياح لوضع عربي، شابته الثورات وتداخلت حوله السياسات وتقاطعت على مشهده المصالح...
القضية الفلسطينية تعاني من انحسار كما لم تعانه أبدا : اليوم بدا الوضع العربي أشد حصارا من ذي قبل والثورة الفلسطينية تواصل مواجهتها لهذا الحصار الجغرافي الذي يحدّ من حركة المقاومة...بل ويحد كذلك من حركة التسوية...
القضية الفلسطينية في لعبة المصالح
من جديد...والقوى الدولية المساندة والمتحالفة عضويا مع الكيان الصهيوني تعمل على مصادرة الحق الوطني الفلسطيني والإسفين بين الفصائل الوطنية يدق من جديد... لكن القدومي مازال يصرّ على أن الحق لا يمكن أن يواري التراب...وأن الشعب العربي من المحيط إلى الخليج مازال يتشبث بالحق الوطني الفلسطيني في العودة وفي القدس وفي بناء الدولة المستقلة...
من أين له كل هذا التفاؤل؟ وأنت تقف أمامه لا يسعك إلا أن تعترف للرجل بأنه سياسي متابع...لا يهوى الكلام من أجل الكلام ولا يعتمد اللغة الجميلة من أجل أن يخفف الكوابيس... بل هو يصنع الحل من الموقف...ومن الأهداف الوطنية يساهم في أسطورة فلسطين...
أخ «أبو لطف» تعرف القضية الفلسطينية إنحسارا غير مسبوق من قوى إقليمية وأخرى دولية... كيف تفسر هذه الوضعية التي وصلت إليها القضية المركزية للعرب في زمن تثور فيه الشعوب العربية لتلتجم أساسا بالثورة الفلسطينية أهدافا وتطلعات؟
بدأ إنحسار وحصار المقاومة الفلسطينية بعد وفاة عبد الناصر وعقد إتفاقية «كامب دايفد» وقد بدأت بعدها محاولات فلسطينية وعربية مشتركة وغير مشتركة من أجل دفع الفلسطينيين إلى المفاوضات خاصة بعد خروجنا من بيروت سنة 1982 وجرى حوار بيننا وبين الأمريكيين (في مستوى السفير الأمريكي) لم يصل هذا الحوار إلى نتائج وكان هدف الولايات المتحدة أن يشتروا المقاومة بالمال وعندما طلب الوفد الفلسطيني اعتراف أمريكا بمنظمة التحرير الفلسطينية ( م ت ف) كممثل للشعب الفلسطيني وقفت المفاوضات وجاء السيد شولتر (وزير خارجية واشنطن 89) بمبادرة سياسية ولم تصل إلى نتائج... وأخذت المقاومة تضعف شيئا فشيئا علما وأنها تجددت عام 1987 من خلال الانتفاضة الأولى داخل أرضنا المحتلة، ولا بد وأن نشير إلى أن الحرب العراقية الإيرانية (1980 1988) قد دفعت الدول العربية إلى توجيه اهتمامها ودعمها لحل هذه المشكلة وعانت المقاومة الفلسطينية وضعفت وتيرتها بل إن القيادة الفلسطينية انشغلت في التوسط لوقف هذه الحرب جنبا إلى جنب مع الدول العربية ودول عدم الانحياز وفوجئنا بانهيار الاتحاد السوفياتي الصديق ومن بعد ذلك دخول الجيش العراقي إلى الكويت 1990 ثم بداية الاعتداء على العراق هذا بالإضافة إلى الخلافات العربية العربية بعد هذه الفترة بقليل ونتيجة العدوان على العراق في عهد بوش الأول (الأب) قدمت المبادرة السياسية وبدأنا المفاوضات، وبعد اثنين وعشرين شهرا وقعت اتفاقية «أوسلو» اللعينة ودخل الأخ أبو عمار نتيجة ذلك الى الأرض الفلسطينية المحتلة، لتنفيذ هذه الاتفاقية التي أدت في مسارها، الى اغتيال اسحاق رابين رئيس الوزراء وتنكرت اسرائيل لهذه الاتفاقية على يد نتانياهو الذي نجح في الانتخابات عام 1996، فخمدت الى حد ما الانتفاضة بالرغم من تواصل بعض العمليات الفدائية النادرة وتوهجت بعد فشل مفاوضات «كامب دايفد II» أيام الأخ أبو عمار وكلينتون وباراك.
ثم انفجرت الانتفاضة من جديد يوم 28 سبتمبر 2000 عندما اقتحم شارون باحة المسجد الأقصى، فاتخذت اجراءات اسرائيلية عقابية قاسية، وحوصر الأخ أبو عمار في المقاطعة وعاد العرب مرة أخرى الى المفاوضات عام 2002 وقدمت مبادرتهم (المبادرة العربية) في 2002 عن القمة العربية ونقلها ولي العهد السعودي آنذاك الى بوش الابن الذي كان ينادي بدولة فلسطينية عام 2005 ثم 2007 وكذلك في 2009.
في هذه الأثناء أصر بوش على ان يكون للسلطة الفلسطينية التي نشأت نتيجة اتفاق أوسلو، رفض التعامل مع ياسر عرفات وطالب باحداث رئيس وزراء يتمتع بصلاحيات كاملة، ليتجنب المفاوضات مع ياسر عرفات.
وكانت مبادرة «خارطة الطريق» التي اعترف بها الطرف الفلسطيني والعربي، ولسوء الحظ أن بوش الابن أثار مشكلة أسلحة الدمار الشامل في العراق وأرسلت الأمم المتحدة خبراء للعراق لم يجدوا شيئا من هذه الأسلحة وبالرغم من ذلك، قامت الولايات المتحدة وأصدقاؤها الغربيون بالعدوان الوحشي على العراق هذا العدوان الذي دمر معظم الأماكن الحيوية والتاريخية للعراق، واقتراف جرائم القتل والتدمير ونهب الثروات النفطية وبث روح الانقسام والحرب الأهلية والطائفية بين أوساط الشعب العراقي.
حسب المحطات التي ذكرتها آنفا، فإن كل محطة تلي التي سبقتها الا وتسجل فيها القضية الفلسطينية مزيدا من الانحسار وتراجع سقف المطالب الوطنية؟
نعم، كل هذه الأحداث التي ذكرت نجدها قد حاصرت القضية الفلسطينية وأنزلتها الى وتيرة ضعيفة بسبب انشغال الأمة العربية وبسبب الاحداث المأساوية واكتملت هذه المأساة بتخريب مبادرة خارطة الطريق من خلال الرسالة التي وجهها بوش الى شارون في 14 أفريل 2004 حيث انتزع بوش من هذه المبادرة، جميع الشروط الايجابية الخمسة، متنكرا فيها لحق عودة اللاجئين ولحدود الهدنة والاعتراف بالمستوطنات التي ادعى أن وجودها قد ألغى حدود الهدنة!
وفي ذلك العام استشهد الأخ أبو عمار رئيس م.ت.ف بمؤامرة صاغها شارون (من قبل).
لاشك وأن المقاومة بعد هذه الفترة من الزمن وغياب الرئيس الفلسطيني نادت السلطة الفلسطينية بعدم ممارسة المقاومة المسلحة واعتقلت العديد من رجال المقاومة من كل الفصائل الفلسطينية، وزج المقاومون في السجون، وفي تلك الفترة خرج الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة (أوت 2005) وبقيت هناك حركة حماس وفتح، فبدأت الوقيعة تحبك من اسرائيل من أجل الصراع الدامي بين الحركتين الفلسطينيتين سنة 2007، بالرغم من الانتخابات التي جرت في الضفة والقطاع عام 2006 واستطاعت حماس أن تنال الغالبية من المجلس التشريعي في غزة والقطاع.
ولكن بعد ان تشكلت حكومة مشتركة انقسمت هذه الحكومة وسيطرت حركة حماس على قطاع غزة بعد خروج الجيش الاسرائيلي وتدمير المستوطنات عام 2005...
ألا تعتقد ان القضية الفلسطينية ما فتئت تخضع الى تجارب ومبادرات، الموالية منها تكون أقل استجابة لأهداف الثورة من التي تسبق؟
نعم... هذا ما حصل فعلا، لقد مرت الضفة الغربية المحتلة التي كانت تسيطر عليها حركة «فتح» الى استمرار المفاوضات مع العدو الاسرائيلي، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن فشلت هذه المفاوضات... كما فشلت اتفاقية أوسلو، وخارطة الطريق واتفاق «واي ريفر» وفشلت كذلك المبادرة العربية ومبادرة بوش، وبدأت الاعتداءات على قطاع غزة، وشكلت أجهزة الأمن في الضفة الغربية لمنع أي شكل من أشكال المقاومة المسلحة.
ألا ترى ان القضية الفلسطينية، من المفترض انها تحصل على الأقصى في مجال الحقوق الوطنية والثورات العربية على أشدها.
الميثاق الفلسطيني الذي ورثناه عن أحمد الشقيري يدعو الى دولة فلسطينية بكامل مساحتها، كما أن الأهداف المركزية لحركة فتح تدعو الى مثل هذا الهدف: بناء دولة ديمقراطية فلسطينية، يعيش فيها الجميع دون تمييز... بين المواطنين الفلسطينيين.
لكن المفاوضات والاتفاقات المعقودة خلال هذه الفترة من الزمن كانت تشير الى حدود سنة 1967 اي حدود العدوان الاسرائيلي الاخير على الضفة والقطاع، وفي عام 1988 في المجلس الوطني (19) تم الاعلان عن دولة فلسطينية مستقلة بناء على قرار التقسيم 1947 رقم 181 الصادر عن الأمم المتحدة. ولكن بعد ذلك بدأت المفاوضات وكأنها تنحسر في حدود 1967 ولذلك كان هناك رفض قاطع من معظم القوى السياسية والجماهير لاتفاقية «أوسلو» واعتبارها مساسا بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
لكن هناك من يستقرئ تطورات المشهد السياسي بخصوص التعاطي الدولي مع القضية الفلسطينية، ويرى بروز عدد من الدول العربية «المناولة» (أي تعتمد سياسة المناولة) لتسهّل ما بدا عسيرا الى حد الآن على الأطراف الاخرى. بعبارة أشد صراحة هناك حديث عن محور الاسلام السياسي العربي على الطريقة التركية، من التي تسعى الى ترويض الجانب الفلسطيني حتى يقبل تسوية سقفها أقل من أهداف الثورة؟
حتى الآن لم نمر بالتجربة التي تتحدثين عنها، ولكن هناك أقوال عن المفاوضات والاتصالات بين الاخوان المسلمين والولايات المتحدة الأمريكية. فهل يعني ذلك التلاقي ان تكون هناك خطة للتعاون بينهما على أساس أهداف «الاخوان المسلمين» او مطالب الولايات المتحدة الأمريكية خاصة في مصر لأن هذه المعلومات خرجت من مصر وتحتاج الى مرورها بالتسوية عندما يحكم «الاخوان المسلمون» مصر بعد الانتخابات وتسلم السلطة. فالتجربة أكبر برهان.. لننتظر...
أنت كمناضل فلسطيني منذ عقود عشت كل التطورات والانكسارات والثورات هل تعتقد ان الولايات المتحدة الأمريكية تحاول من خلال دعمها تيارات سياسية معينة لحكم البلدان العربية ان تركب الثورات العربية وتمتطي القطار وقد انطلق بعد؟
الولايات المتحدة ترعى مصالحها وكل تحالفاتها تتمحور حول خدمة هذه المصالح والحفاظ عليها وعلى الوجود الاسرائيلي (وجود دولة اسرائيل) حامية هذه المصالح ولذلك فالولايات المتحدة في تقاربها مع الاسلام السياسي إن صح التعبير تستهدف خلق صراع بين القوى الوطنية والتي ليست على انسجام مع المصالح الوطنية، وأكبر دليل على ذلك قيام الولايات المتحدة بدعم حركة الارهاب في سوريا واستئجار بعض الانظمة العربية لكي يتوهم البعض ان في سوريا حربا أهلية بعيدة عن الارهاب. والكل يعلم ان ما دفع الجامعة العربية الى مثل هذا التدخل المشبوه ليس لايجاد حل بل لإظهار مظاهر الحرب الاهلية والدليل على ذلك تشجيع عدد من الفضائيات العربية في تضخيم هذه الأحداث واتهام نظام الحكم في سوريا بافتعالها. ومن المعروف ان سوريا هي قاعدة الممانعة والمقاومة وحامية المقاومة العربية. وسبق لنا وان انتقلنا من قواعدنا في سوريا للقيام بعلمياتنا داخل أرضنا المحتلة يوم ان كان الجوار العربي يمنعنا من الدخول من أراضيه.
في سوريا قرابة 10 فصائل فلسطينية (وعراقية) كلها ترى طريق التحرير عبر البندقية، وفي الضغط على سوريا ضغط على هذه المنظمات، كيف ترى مستقبل هذه القوى المناضلة والممانعة؟
اعتقد ان فصائل المقاومة الموجودة في سوريا على اختلاف تسمياتها تنعم بوجودها في سوريا بحماية وحرية في التحرك والحماية الامنية والترحاب من النظام والشعب السوري ولا اعتقد ان نظام عربيا مجاورا يمكن ان يقدّم ما تقدمه سوريا للمقاومة، ويتسلم المشعل... وذلك نظرا الى وجود عناصر ايجابية تساعدهم على كل اتجاه للتحرك داخل أرضنا المحتلة. كما تساعد على دفع هذه القوى الفدائية الى التصالح مع السلطة الفلسطينية. لذلك ليس من السهل ان تنتقل هذه المنظمات الفدائية الى بلدان او مواقع أخرى
اذن هي ضربة بحجر واحد لعصفورين من الامريكان؟
نعم، هذا ما تهدف اليه الولايات المتحدة الامريكية لتكسر شوكة المقاومة.
أبولطف، السيد اسماعيل هنية زار تونس، وتعلمنا أنك لم تتقابل معه كدائرة سياسية ولا السفير الفلسطيني ايضا. أين تضع الزيارة وكيف تنظر اليها؟
الحقيقة هذه الزيارة هي زيارة حزب وليست زيارة دولة، وبالرغم من ذلك قام اخوتنا بالدائرة السياسية باتصالات مع مكتب اسماعيل هنية وقد ذكّرناه بوجود شهداء لنا ولاخواننا التونسيين في حمام الشط... وذهب فعلا وزار مقر «أبو عمار» بحمام الشط الذي قصفته الطائرات الاسرائيلية في غرة أكتوبر 1985 وبلّغناه تحياتنا.
لم يزركم هنا؟
كان له برنامج معد سلفا...
بخصوص هذه الزيارة نحن نعلم ان لفاروق القدومي علاقات خاصة مع «حماس» كلّفته في بعض الاحيان حنق السلطة الفلسطينية، فكيف لا يسعى لمقابلتك رئيس الوزراء اسماعيل هنية؟
الحقيقة أنني أحرص كل الحرص كلما ذهبت الى سوريا ان اجتمع بالأخوة في «حماس» وفي الجهاد الاسلامي وعلى رأسهم خالد مشعل وعبد ا& شلّح... ولكن عندما جاء الاخ اسماعيل (هنية) قد وضع له برنامج رسمي من حركة النهضة فأبلغناهم بترحيبنا بهذه الزيارة.
والأخ اسماعيل هنية من المناضلين الموهوبين وهو من الشخصيات المحبوبة، وفي نفس الوقت سررنا بهذه الزيارة وبنتائجها التي دلّلت على محبّة ودعم الشعب التونسي الشقيق للمقاومة الفلسطينية.
هذا كما كان دوما.. حتى قبل مجيء حماس؟ أقصد الشعب التونسي لم يكتشف القضية الفلسطينية لا الآن ولا حتى في 1982 حين حطت القيادة رحالها في تونس؟
نعم.. نعم.. خاصة ذاك الصمود أمام الهجمة المسعورة للرصاص المصبوب 2008 2009.. وقبلها في 1982، خلال حصار وحرب بيروت.. وغيرها من المحطات..
هناك من يقول إن رئيس حركة النهضة دخل بعد مع الطرف التركي على ما أعتقد في وساطة بين «حماس» و«فتح».. هل لك علم بذلك؟
لا شك أننا مع المصالحة.. وندعو الأطراف المعنية بالإسراع بهذه المصالحة.
المعلومات التي لدينا، تتحدث عن لقاءات بين «فتح» و«حماس» وفصائل أخرى في مصر من أجل المصالحة؟
هي المعلومات التي عندي طبعا، وتتمثل في اجتماع مصر من أجل المصالحة، حضرته أنا، وحضره خالد مشعل.. والجهاد الاسلامي..
واستمعنا إلى الأخ خالد مشعل معربا عن رغبة «حماس» في تحقيق هذه المصالحة في أقرب وقت. وأن تكون هناك مقاومة شعبية والذي نختلف عليه نبعده.. كان هناك حوالي 40 شخصية أو أكثر، أي بين اللجنة التنفيذية والفصائل المركزية الفلسطينية.
هل تعرف إسماعيل هنية من قبل؟ هل التقيته سابقا؟
لا أعرفه.. ليس من أجيالنا.
ان جيلي من قبيل أحمد جبريل والرنتيسي.. هؤلاء شباب بيننا 30 سنة عمر.
ولكن أنت تعرف خالد مشعل؟
نعم.. وكذلك صيام.. والرنتيسي.. والزهّار..
هناك من قال تعليقا على الثورات العربية إنها ثورات بصنع خارجي، وان الولايات المتحدة ستعمل على احتوائها واحدة واحدة من أجل الهدف الذي ذكرت آنفا؟
إذا جاز لي أن أتصوّر أو أن أتوقّع، النهج الذي تسير عليه الثورات العربية، أستطيع القول أن مصر وثورتها لن تبتعد عن الثورة الفلسطينية ولن تعمد إلى المساس بالقضية الفلسطينية وتطوراتها بالرغم من اتفاقيات «كامب دايفد». فقد غرس عبد الناصر في أذهان الشعب المصري، أن فلسطين هي القضية والشغل الشاغل بالدرجة الأولى للجمهورية العربية المتحدة. ولا شك أن سوريا والشعب السوري انغمست روحه وفكره في تحرير فلسطين مثل سعيه لتحرير الجولان. وهذه رؤيا نعرفها منذ عشرات السنين حتى أن الشعب الفلسطيني في بداية عصر الاستعمار في العشرينات من القرن الماضي، نشأ فيه حزب «الاستقلال» الذي أقرّ في دستوره أن فلسطين جزء من سوريا. كما هي الحال بالنسبة للعراق.
هل أنت متفائل بالمشهد العربي؟
نعم، أنا متفائل وإن طال الزمن، فكل شيء بدأ يتغيّر في الوطن العربي بالرغم من الأحداث المأساوية التي مرت بها بعض الشعوب العربية ولكن التغيير الذي سيصيب هذه الأنظمة سيمنع هذه البلدان العربية من العودة إلى الدكتاتورية والفردية وستنهج نهج الديمقراطية بكل أشكالها.
ألن يقدروا على الالتفاف على القضية الفلسطينية؟
لقد بدأ، حتى الفلسطينيون يبدون تشاؤمهم من مصير إسرائيل المحتوم بالاختفاء.. أو الاندماج بأنظمة أخرى تبتعد عن صفتها الصهيونية أو اليهودية الصرف.
هناك أنظمة عربية الآن تطفو على السطح، ولم تتّعظ بما حصل لحلفاء أمريكا وإسرائيل، وتعمد إلى دور المناولة.. كيف ترى الأمر؟
أعتقد أن مثل هذه الأنظمة ستلقى متاعب جمّة في المستقبل القريب. وإذا لم تتجه إلى الوحدة، ستزداد مشاكلها، وأطماع الغرباء فيها. ولن تتمكن الدول الغربية من حمايتها ولذلك ستقتنع أن عليها أن تتحد مع البلدان العربية الأخرى دفعة واحدة أو بالتدرج، وأن هذا النهج الذي اتخذته بعض الدول العربية في الخليج ستكون نتائج هذا النهج وبالا عليها مهما بلغت أموالها المكدّسة.. واللّه أعلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.