التنقل وسط العاصمة اصبح اشبه ما يكون ب «ألعاب بلا حدود» ذلك البرنامج الذي تابعناه على الشاشة الصغيرة لسنوات والذي يتعرض خلاله المتسابق الى عدد من العراقيل والصعاب والحواجز حتى يصل الى خط الوصول. نعم حركة المرور داخل العاصمة هي تماما كذلك المثال... القادم الى العاصمة او الخارج عنها تعترضه الطوابير وزحمة السيارات وتشنف اسماعه منبهات على كم من نغم ولحن... وتزداد الصعوبة عندما نعلم ان المرابض قليلة والمآوى على تعددها لا تفي بالحاجة. وفي الحقيقة فإنه من غير المعقول ان يتواصل الامر على ما هو عليه الآن وان حركة المرور في العاصمة ملف يتطلب الانجازات المتسارعة والمتتالية بل وأولا وبالاساس إعداد دراسة استراتيجية واضحة ودقيقة... فالحديث عن مآو داخل العاصمة اصبح حديثا غير ذي جدوى امام محدودية طاقة استيعابها والتي لا تفوق في احسن الحالات ال 10 آلاف في حين ان ازيد من مليون عربة تجوب شوارع وأقاليم تونس الكبرى ويدخل العدد الكبير منها يوميا وسط العاصمة. فهل فكّرت البلدية في حلول جذرية وهل فعلت ما تم اقتراحه منذ فترة قديمة جدا بعض المهتمين بالموضوع من ضرورة تركيز مأو كبرى على مستوى مداخل العاصمة كنقاط ارتباط بالمترو وخاصة على مستوى بابي عليوة وباب سعدون.. ام ان هذه «المآوى» الاقزام وهذه المرابض الزرقاء ستكون لوحدها قادرة على فض الاشكال نهائيا.