أفادت مصادر فلاحية «الشروق» أن لجنة المتابعة المشتركة لمنتوجات الزراعات الكبرى قد نظرت في اجتماعها هذا الأسبوع في إعداد مستلزمات الحصاد وإعداد مراكز الجمع في مختلف المناطق المنتجة للحبوب مع تأهيلها وتجهيزها بالآليات اللازمة بالاضافة الى النظر في أهم المشاغل العالقة والمتصلة بملف الزراعات الكبرى والحبوب. وعلمت «الشروق» أن عدة مسائل أضحت تتطلب النظر وبأقصى سرعة ممكنة لضمان الحصول على التوقعات المنتظرة بالنسبة للصابة من القمح والشعير والتي من المؤمّل أن تفوق بكثير صابة العام المنقضي والتي قدّرتها مصادر فلاحية عليمة أنها في حدود 21 مليون قنطار وأعلنت وزارة الفلاحة والبيئة والموارد المائية أنها قد بلغت 29 مليون قنطار. لكن هذا التفاؤل الذي انبنى على تثمين العوامل المناخية المتميزة المسجلة هذا الموسم وعلى المجهود الكبير الذي قام به الفلاحون من حيث مقاومة الأعشاب الطفيلية وتقديم المواد الأزوطية في دفعتين ومرّات حتى في 3 دفعات، أضحى تشوبه بعض المخاوف الناجمة خاصة عن ظهور بعض الأمراض غير المعلومة وبالأخص منها مرض الصدأ الأصفر والذي يُعتبر من الأمراض الخطيرة ان لم تقع مداواته في الإبّان بالاضافة الى مرض «الستوريا» المعروف والذي تشجع الدولة على مداواته بصفة مجانية بقرار رئاسي. وعلمت «الشروق» أن منشورا صدر مؤخرا عن المنظمة الفلاحية موجّه الى كافة الهياكل الجهوية والمحلية يتضمن المطالبة الملحة على ضرورة المراقبة اللصيقة لمزارع الحبوب وإعلام مختلف مراكز الاشعاع الفلاحي في حالة العثور على مرض «الصدأ» الذي يصيب الأوراق المزروعة ويتسبّب في الحدّ من خصوبة النبتة وأحيانا يكون سببا في القضاء عليها نهائيا وتأكد ل»الشروق» من مصادر فلاحية عليمة أن هذا المرض الخطير يهدّد حاليا 23 ألف هكتار من زراعات الحبوب موزّعة بين ولايات بنزرت وزغوان وباجة وسليانة حيث ظهر بكثافة، وينتظر أن تتدعّم معالجة هذا المرض خاصة بالنسبة للمساحات الشاسعة حيث يتطلب الأمر الالتجاء الى الطائرات الخاصة للمداواة وتؤمل الأوساط الفلاحية أن يتسارع نسق المداواة لمجابهة الأخطار المحدقة خاصة وأن الأدوية متوفرة في الأسواق التونسية وليس هناك أي إشكال للتزود منها. وتأكد ل»الشروق» من خلال اتصالها بعدد من الفلاحين أن المواد الحديدية المعتمدة في لفّ الأعلاف (تل رباط) قد تشهد ارتفاعا كبيرا في ظلّ ارتفاع أثمان الحديد الصلب في العالم في الفترة الأخيرة وخاصة بعد أن تمّ تحديد سعر بيع الكلغ الواحد من تل الرباط بالجملة (من المصنّع) في حدود 1045 مليما وهو ما يعني أنه سيباع للفلاح في حدود 1350 مليما بإضافة هامش ربح التجار المقدّر ب25 يُذكر أن سعر الكلغ الواحد كان السنة ا لفارطة في حدود 800 مليم وأن طلبات الفلاحين من هذه المادة هي في حدود 15 ألف طن. وتبقى مسألة مسح بعض المسالك الفلاحية التي تدهورت وضعيتها بسبب الأمطار الأخيرة الكثيفة من أهمّ مشاغل فلاحي ولايات جندوبة وباجة ومنوبة وبنزرت والتي غمرت مياه الفيضانات الأخيرة حوالي 50 ألف هكتار من أراضيها المخصصة للزراعات الكبرى. كما تطالب هياكل اتحاد الفلاحين الوزارة المختصة الى ضرورة انجاز حملة تحسيسية لتعديل عمل حوالي ألفي آلة حصاد وذلك للحدّ من نسبة الضياع أثناء الحصاد والتي يمكن أن تصل الى حدود 30 من كمية الصابة الجملية وهو أمر على غاية من الأهمية. وعلمت «الشروق» أنه ونظرا لكميات الأعلاف الكبيرة المخزّنة من السنة الفارطة فإن الفلاحين قد يجدون هذه السنة في ظلّ التوقعات الجيدة لصابة هذا الموسم صعوبات كبيرة في تجميع وخزن كل الأعلاف (قرط، تبن) مما يجعل آلاف الأطنان منها مهددة بالإتلاف ولفت مسؤول في اتحاد الفلاحين «الشروق» أنّ تحرّكا عاجلا يجب أن ينجز على مستوى النظر في كيفية تخزين كميات الأعلاف الكبرى ووضعها بصفة احتياطية للمواسم القادمة. يُذكر أن المناطق المزروعة بالحبوب تبلغ مساحتها الجملية الموزعة على كامل جهات البلاد مليونا و500 ألف هكتار ويشتغل بها أزيد من 240 ألف فلاح ينتظرون مزيد الاحاطة من الوزارات المعنية والعون حتى يتجاوزون بيسر أغلب الاشكاليات العالقة بالقطاع.