أرجأ المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي اجتماعه الأسبوعي الدوري الذي كان مقررا لمساء أمس الجمعة 23 أفريل 2004 إلى يوم الثلاثاء القادم. وعلى الرغم من أن مصادر الحزب تشير إلى ان «مسائل فنية» تقف وراء عدم اجتماع المكتب السياسي أمس فإن قريبين من الوحدوي أشاروا ل»الشروق» ان ارجاء الاجتماع يخفي جدلا يدور في رحاب الحزب مفاده توضيح الرؤيا على أفضل الوجوه من ملف هام انفتح مؤخرا عقب مشاركة أعضاء من الحركة وهم عمار الزغلامي وعبد الكريم عمر وعبد العزيز بن سليمان في اجتماع تنسيقي جمعهم بالأمين العام للوحدة الشعبية السيد محمد بوشيحة وعضو الحركة عياشي بسايحية والسيد اسماعيل بولحية الأمين العام لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين بداية هذا الأسبوع اعتبره عدد من المتابعين للساحة السياسية في البلاد بدء وفاق وانسجام بين هذه الأحزاب الثلاثة لاطلاق أو إعادة احياء مبادرة الترويكا التي سبق أن عرفتها نفس هذه الأحزاب في السابق دون أن تحقق عبرها أي خطوات «توحيدية ملموسة» خاصة في المواعيد الانتخابية والسياسية الهامة. وبرغم ان الناطق الرسمي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي السيد أحمد الاينوبلي قد أشار ل»الشروق» بأن مشاركة الزغلامي وعمر وبن سليمان في المحادثات مع الشعبية وح.د.ش انما جاء بعد استشارة قام بها المعنيون مع غالبية أعضاء المكتب السياسي فإن مصادر «الشروق» تلمح إلى بروز حالة من «الانقسام» وعدم التوافق داخل المكتب السياسي للوحدوي حول «التقارب من الشعبية وال ح.د.ش» على خلفية ان التجارب السابقة قد منيت بالفشل كما ان عددا من أعضاء المكتب السياسي للوحدوي أبرزوا ل»الشروق» رفضهم ل»المبادرة» التي كانت «الشروق» سبّاقة في الاعلان عن فحواها في عدد سابق وقالوا في توافق تام: «لا لمثل هذه التحالفات ولمثل هذا التنسيق مع هذه الأحزاب ولا غيرها..» وفي تفسير لهم عن مبررات هذا الرفض يقول نفس الأعضاء: «نحن لا نرغب في أن نكون وقودا لصراعات موجودة بين الأحزاب.. نحن حزب لنا منطلقاتنا ولنا رؤانا الخاصة التي تمنحنا حرية التحرك الفردي وذو المردودية العالية والفاعلة». وأوضح عضو بارز في المكتب السياسي ل»الوحدوي» ل»الشروق» أن نقاط استفهام كبيرة موضوعة أمام ظرفية وتوقيت هذا التنسيق وهذه المبادرة وقال: «لماذا الآن بالتحديد؟ لماذا لم تطرح هذه الأحزاب التنسيق والتعاون عندما كان الحزب في وضعية سلبية؟ وعندما كان في حاجة فعلا إلى من يعاضد عمله ويستنهض مجهوداته ويرفّع من طموحاته وآماله.. ويرى محدثنا انه حينما بدأ الحزب في مغادرة أزمته الخانقة وشرع في استعادة عافيته ارتأى البعض «المغازلة» والمراهنة عليه في تحالفات سياسية تحمل في طياتها العديد من الاستفهامات التي تدفع إلى التشكيك في جدية ومصداقية المبادرة المعلنة. معلومات «الشروق» تفيد أن انخراط الوحدوي في مبادرة التكتل مع الشعبية والح.د.ش سيبقى رهين قدرة أعضاء المكتب السياسي الفاعلين والمؤمنين بها في وجه «العاصفة الهوجاء» التي قد يكون شرع البعض من زملائهم ومن مناضلين ينتمون إلى مختلف الهياكل في فتحها من أجل إجهاض «الولادة» التي يبدو أنها لن تكون يسيرة وممكنة بحكم «التيارات المختلفة» والأجنحة المتعددة التي يتكون منها الاتحاد الديمقراطي الوحدوي..» والتي قد تتوافق في رفض «المبادرة» أكثر من الإشادة بها والانخراط في برنامجها. على أن الأمور لن تطول بحسب الناطق الرسمي للحزب الذي أوضح ان الاجتماع القادم للمكتب السياسي المقرر ليوم الثلاثاء القادم والذي من المنتظر أن يحضره كامل الأعضاء سيتخذ آخر قرار وسيصدر الرأي الحاسم بخصوص مبادرة التنسيق مع الشعبية والح.د.ش. الملف مفتوح والنقاش جار والحسم سيكون كما تؤكده مصادر الحزب بالطريقة الديمقراطية التي تأسست انطلاقا من المجلس الوطني الأخير الذي أوضح ان لا شيء يعلو فوق «رأي الأغلبية» فمع أي اتجاه ستميل الكفة التي وضعت عليها المبادرة المشار إليها؟!