أفاد الناطق الرسمي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي السيد أحمد الاينوبلي ل»الشروق» ان المكتب السياسي للحزب قد أقر في اجتماعه أول أمس الثلاثاء عدم التمشي حاليا في التنسيق أو التحالف أو الالتقاء الجبهوي مع أي جهة كانت. وعلمت «الشروق» ان هذا القرار الحاسم جاء لينهي سلسلة من التساؤلات والتفاعلات التي رافقت مشاركة 3 أعضاء من الوحدوي الديمقراطي في اجتماع تنسيقي بداية الأسبوع المنقضي مع الأمينين العامين لكل من الوحدة الشعبية وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين السيدين محمد بوشيحة واسماعيل بولحية، والأعضاء هم: عضوا المكتب السياسي مختار الزغلامي وعبد الكريم عمر والنائب في البرلمان عبد العزيز بن سليمان الذين انخرطوا في ما يبدو بصفة استعجالية وارتجالية في حركة سياسية بنى عليها العديدون قراءات ممكنة لما قد يصبح عليه المشهد السياسي التونسي من تغيير ببروز تكتّل جديد داخل أحزاب المعارضة قد تكون له عدة انعكاسات وتداعيات في علاقة الأحزاب ببعضها وفي علاقتها بالسلطة على خلفية المواعيد السياسية والانتخابية الهامة التي ستشهدها البلاد الأشهر القادمة. وتأكد ل»الشروق» ان المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي في اجتماعه الأخير قد يكون أومأ بلوم ولو طفيف للمشاركين الثلاثة للتسرّع الذي أبدوه في التجاوب الفوري والآني مع ما عرض عليهم من الحزبين الآخرين المشار إليهما. وفي تصريح ل»الشروق» قال السيد أحمد الاينوبلي ان قرار المكتب السياسي الرافض للعمل الجبهوي قد انبنى على التحالف لا يمكن أن يكون إلا وفق برامج محددة من حيث المضمون والهدف والزمن في حين أن ما استمع إليه من المشاركين في الاجتماع التنسيقي مع الشعبية وال ح.د.ش من بسط لما عرض عليهم لا يمكن اعتباره بأي حال من الأحوال برنامجا واضح المعالم يمكن التأسيس عليه لبناء فعل سياسي ذو مردودية وجدوى. وكان السيدان الزغلامي وعمر بحسب ما تحصلت عليه «الشروق» قد أشارا في العرض الذي قدماه أمام أعضاء المكتب السياسي أنهما فوجئا وزميلهم بن سليمان بتبدل في برنامج عمل الجلسة التشاورية مع الشعبية وال ح.د.ش الذي كان من المقرر أن يتضمن نقطة وحيدة هي معالجة الوضع في العراق وفلسطين ليشمل طرح مشاكل أخرى حول الانتخابات والاستحقاقات السياسية القادمة. وأفاد مصدر مطّلع داخل المكتب السياسي للوحدوي ل»الشروق» ان الاتحاد في هذا الظرف الذي يستعد فيه لانجاز مؤتمره القادم الذي حدّد في فترة سابقة للمواعيد الانتخابية الوطنية غير مهيئ للدخول في أي صنف من الأصناف التحالفية أو التنسيقية وذلك حتى يتجنّب الوقوع في قفزات وتجاوزات لما قد يقرره المؤتمر بخصوص هذا الملف خاصة وان المجلس الوطني الأخير للحزب قد أرجأ النظر في المسألة المشار إليها إلى المؤتمر نفسه، ومن هذه المنطلقات أكد الناطق الرسمي للوحدوي ل»الشروق» أن المكتب السياسي قد اعتبر «الجلسة المنجزة» هي جلسة تشاورية عادية ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ترتقي إلى درجة التنسيق والدخول في تحالف أو تكتل جهوي. على ان السيد الاينوبلي قد أشار ل»الشروق» إن باب التحالف والالتقاء الجبهوي يبقى مفتوحا في برامج الحزب في المستقبل في الفترة التي تلي انعقاد المؤتمر شريطة أن يكون ذلك وفق برنامج محدد المعالم والأهداف ومنسجم مع منطلقات الحزب وأهدافه في اعتماد الديمقراطية كأسلوب وخيار وحيد لتحقيق الوحدة والتوزيع العادل للثروات. وأضاف المتحدث: «إن كل الخطوات القادمة يجب أن تأخذ في اعتبارها ان أمهات المسائل العربية وما يحدث الآن في الوطن العربي نحن معنيون به أولا وأخيرا باعتبارها مسائل تدخل في منطلقات الحزب الرئيسية بل تعد مبررات لوجوده كحزب سياسي ديمقراطي وحدوي. في جانب آخر أشار الناطق الرسمي للوحدوي الديمقراطي ان المكتب السياسي قد كلفّه والأستاذ عبد الملك العبيدي بتمثيل الحزب في اجتماع الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية الذي سينعقد بدمشق يومي 3 و4 ماي المقبل، وهي مشاركة هامة وتأتي حسب قول الأستاذ الاينوبلي لدعم عمل الحزب خاصة وانه يشغل منصب الأمانة العامة بالنيابة لمؤتمر الأحزاب العربية الذي يوجد مقره في الأردن ويترأسه السياسي العربي المعروف عبد العزيز السيد. كما أشار المتحدث إلى أن المكتب السياسي قد قرر ايفاد السيد محمد المختار الجلالي ممثلا للحزب لحضور ورشة العمل حول البرلمان وتعزيز الحوار بين البرلمان والحكومة في شؤون الميزانية واصلاح السياسات التي ينظمها البنك الدولي في الرباط اليوم وغدا.