دربي العاصمة الذي دار يوم الأحد كان مختلفا نسبيا عن التي ألفناها في السنوات الفارطة عندما كانت النتيجة تحسم في حجرات الملابس وعندما كانت الجماهير تحضر لمجرد متابعة مقابلة روتينية وتجند حناجرها لسب بعض الشخصيات الرياضية من هذا الجانب أو ذاك... دربي هذا الموسم كان مختلفا رغم أنه لم يخل من بعض العادات السيئة التي بالامكان تجاوزها في قادم المناسبات. enter لأن أنديتنا لا تشجع أبناءنا من المدربين ولأنها تتكالب على المدرب الاجنبي لمجرد الاختلاف في لون عينه وشعره لم يبق أمامنا اي مجال لنكتشف طاقاتنا المحلية الا الصدفة... enter هذه الاخيرة وحدها جعلتنا نكتشف ان منصف الشرقي لا يقل شأنا عن الاجانب بل تفوّق على كل الذين استنزفوا خزينة النادي ونجح في ما عجز عنه اكسبرايا وروسلي واورتغرال وغيرهم كثير... وليت بعض الاندية الاخرى التي تحرم ابناءها من الحذاء والبدلة الرياضية ومنحة التنقل لتوفر للمدرب الاجنبي الاجر »المنتفخ« جدا تنسج على منوال الافريقي وتسلم المشعل لاحد ابنائها حتى نكتشف كفاءات تونسية جديدة ولو بالصدفة. وليت الافريقي يستوعب الدرس وينصب الشرقي على رأس الادارة الفنية بصفة نهائية. ويوظف المبلغ الضخم الذي كان مرصودا للاجنبي للعناية بالشبان، وعموما انتداب اي مدرب اجنبي في منتصف الموسم قد يعد من الاخطاء التي لا تغتفر. enter هل زالت العقدة؟ enter لقاء الدربي بالنسبة الى الافريقي في السنوات الاخيرة تحول الى عقدة بكل ما في الكلمة من معنى والمتحدث الى اللاعبين قبل لقاءات الترجي يكتشف ذلك بكل يسر والافريقي الذي جرب كل الحلول في السابق (مدرب اجنبي معروف والجري وراء الانتدابات الخارجية) يبدو أنه تفطن وعاد الى عاداته القديمة وتأكد ان أبناء النادي الشبان هم وحدهم قادرون على التخلص من هذه العقدة ولابد من عرق كثير وعزيمة فولاذية للتخلص من هيمنة الترجي الابدية وبفضل المولهي والخلفاوي ويحيى وعزيز والسعيدي تأكد الافريقي هذه المرة ان الهزيمة كانت تمر عبر الذهن لاعبر الاقدام وعلم النفس يقول عندما يتفطن الانسان الى عقدته يتخلص منها. enter لا مجال للمقارنة enter رغم أن اللقاء انتهى بالتعادل وكان متوازنا نسبيا مع سيطرة طفيفة للترجي في بداية اللقاء فإنه لا مجال للمقارنة بين الرصيد البشري المتوفر للترجي والافريقي خاصة في الخط الأمامي فالاول له دياكي والمالكي والزيتوني وبن يونس وبيني والجلاصي والثاني له الميساوي فقط بينما كان الفطحلي مصابا وبن جديدية (في الروداج) ولذلك فإن الافريقي مطالب باعادة النظر في هذه المسألة ويجب أن لا يغتر بالنتيجة. enter حافلات قوم عند قوم أحمرة enter رغم أن جمهور الفريقين يستحق أكثر من تحية اعجاب وتقدير وكان نجم اللقاء دون منازع وأكد ان الجمهور التونسي ذواق و»مجنون« بكرة القدم وهذا مشجع جدا قبل النهائيات الافريقية ويعتبر أحد الأوراق »القوية جدا« في الملف التونسي لتنظيم كأس العالم فإن الحضور المكثف اقترن بظاهرة سلبية يجب التخلص منها فعلا وفي أسرع وقت ويجب ان لا تتكرر خاصة ونحن نستعد لتقديم الملف التونسي في الفيفا لأنها للأسف دليل غياب السلوك الحضاري لدى بعض المشاهدين الذين مازالوا يتعاملون مع الحافلات على انها أحمرة (جمع حمار) ومازالوا يستعملون ظهر الحافلة لا داخلها وهذه المشاهد لا تليق ببلد يستعد لاحتضان كأس افريقيا هو عبارة عن كأس عالمية مصغرة. enter التحليل العليل enter حسنا فعل برنامج الاحد الرياضي عندما استعان هذه السنة بالمدرب/المحلل منذر الكبير الذي يقدم الاضافة لمقدم البرنامج وللصحفيين جميعا وحتى للمدربين والمشاهد العادي ولكن للأسف تتم الاستعانة من حين الى آخر ببعض اللاعبين القدامى الذين لا يعرفون من الخطط الفنية الا (2/4/4) او (2/5/3) ومازالوا لا يفرقون بين الضغط والهرسلة وبين لاعب الرواق والمهاجم وقد أصر محللا الدربي على ان توري قدم مردودا جيدا في وسط ميدان الافريقي رغم ان اصابة الزعلاني في آخر لحظة فرضت على المدرب الشرقي التعويل على هذا اللاعب في مركز ظهير أيمن مقابل انضمام التوجاني الى وسط الميدان. فكيف يحلل الفني المقابلات وهو يجهل التفريق بين مراكز اللاعبين. المسألة الاخرى التي شدت الانتباه هي مسألة التعليق الذي كان دون مستوى المقابلة بكثير ولست أدري متى نتفطن ان التعليق يختلف بالضرورة عن وصف تنقل الكرة من لاعب الا لاعب واذا استحمال ذلك أتمنى ان يتم تغيير مصطلح »تعليق« بوصف المقابلة. enter نقطة ضوء enter بالتوازي مع رداءة التحليل والتعليق كانت هناك نقطة ضوء في دربي هذه المرة وتمثلت في النجاح التقني الذي عرفته المقابلة فالفرص التي تحصل عليها الفريقان تم التقاطها من زوايا مختلفة وبشكل مدروس وجيد والاخراج كان جيدا ونال كل الفنيين الذين أشرفوا على نقل هذه المقابلة شهائد الاستحسان والشكر... على أمل ان نشاهد كأس افريقيا بنفس المستوى التقني. بقي ان أشير ان المشرف على الشريط الذي تم بثه في برنامج الاحد الرياضي والمتعلق بمقابلة الدربي جاء على كل اللقطات الهامة وأسقط (ربما عمدا) التسلل الذي أعلن عنه المساعد الثاني للحكم ضد الميساوي رغم ان عزيز كان متأخرا عنه بما لا يقل عن 5 أمتار. enter enter فرج الفجاري