بقلم : الدكتور عبد السلام المسدي في الذكرى السنوية الاولى لرحيل الاخ والصديق المغفور له الأستاذ سمير المزغني وافانا الدكتور عبد السلام المسدي بهذا القصيد الذي أراده تحية لروح الفقيد الغالي. عام مضى صورتك على مكتبي تبتسم من وراء الزجاج خيالك، كما هو لم أطرق باب بيتك منذ ودّعتنا كنت أخشى على نفسي أن تصادف طيفك ها هو معي حيثما غرّبتُ أو شرّقت هل تعلم يا سمير متى يفاجئني طيفُك حين أصادف أنصاف الرجال كم كنت رائعا فلم تُساوم ولم تهادن يوم هجرت أنصاف الرجال وانضممت الى الرجال قذفت بجذوع النخل بين المهملات شيّدت لنفسك عالما زهوت به كنت تدوس على الخذلان هل تعرف ما الذي رحل بك عنا أنا أخبرك لأني أعرفك وقليل من يعرفك كانت أحلامك أكبر من كيانك كانت أمانيك أوسع من زمانك كنت تنوء بالرؤى ويل للزمن الذي قتلك فكيف نثأر ممن أماتك آمنت بالعروبة حتى الرميم حتى الظمأ وفرسانها خذلوك أنجزت انسحابك أعلنت استقلالك شيدت قصورا من الاحلام وانتظرت المعجزة فلم تأت المعجزة وعصا موسى كفرسان العروبة هي الاخرى خذلتك «الاستقلال وهم كبير» هي ذي الحقيقة والحقيقة صدمتك فكتمتها ورحت تمعن في الأحلام وانتظرت «الاستحقاق» هو الآخر كفرسان العروبة ومثلما المعجزة خذولك ويوم التاسع من أفريل ناديتني وطاف بنا الاخلاء فظيعا كان اللقاء كنت تضحك كأنها الاعراس كان الضحك جنائزيا كان عاتيا من ورائه صوت النحيب مأتم واحتفاء كل ما فيك كان قهرا وكل تواشيحك لهيب يستعر يتوقّد يتلظى على محيّاك ألف كمد وكمد كأنما الدنيا كل الدنيا خذلتك لو كنت بيننا يا سمير لاحتفلنا مع الاخلاء بين نذير ورجاء بالمعجزة بالتي تغيّر مجرى التاريخ بتلك التي سميتها