وقفت على الرصيف الآن من وَهَنِ وقلت لباعة الأزهار في المدنِ: أراسل ساعتي في الموت من ضجرِ فطاغيتي يواري باب مئذنتي ليخطف مهنتي رهنا لقوت أخي. وددت كتابة الأشعار في شجنِ يتيم أبٍ أباري الريح والقترا وحاكِمُنا يباري الريح والذهبا يكدس مال أترابي بسُحْتِ رَدًى وأمتنا تنام الليل في ألمٍ.
محمدُ البوعزيزي أنا, محمدٌ أنا
كأني وحيدٌ وحيدٌ ورثت القوافي من الجاهليينَ والناصريِّينَ والفاتحينَ الأوائلْ
وصرت على طريق الاندلسْ قمرا أعيدُ نباهةَ الواحات للحجرِ الذي جمع القبائلَ حول كعبتنا.
وصرت على دروب الهند معضلةَ القوافلِ في احتكام الإبْل للحَدَسِ.
كأنَّ أبي يلاقيني على جبلٍ ويودِعُ أمتي رهنا على كتفي
يتيم أب أنا يا رحلة الأبدِ يقول محمدٌ.. والوحيُ قد وَصَلا
محمدُ البوعزيزي أنا, محمدٌ أنا
وقفت على معاني الليل والقمر سألت عن الصواري في موازنتي وجئت بموعدٍ للموت في كتبي وقلت لحارس الأوراق والشجر عروبة أمتي تقتات من جسدي, لها جسدي بنار النصر أوقده. لتنتظروا إذنْ يا هامة الوطن هنا سكبت يدي نفطًا على كتفي وداعُ محمدٍ قد روَّضَ القدرا وآيةُ معجزات القمحِ قد حضرت لتوقد شعلة الفرسان للعَرَبِ.
لكل الصبايا أحاكي شذا نرجسٍ... دربت قلبي لملح العتاب.
أغني تراتيل حبٍّ لميعاد عرس... أجيد الغناء
فلا بأس هذا الفتى يا فتاتي ينادي الممات ينادي الشهادةَ يدعو الغياب . فأين الآن أنت الحلم يرويني الجمال... أين اليمام وطيف الغمام . تطوف القبلة الأولى بأحلام الفتى ملئ الخيال وطفل في طريق المدرسة حلمي بأبن أو فتاة تعزف الألحان.