بعد العرض الاول لشريط «دار الناس» بالمسرح البلدي بصفاقس خلال الاسبوع الفارط، نظمت اللجنة الجهوية للثقافة مساء أول أمس الثلاثاء عرض اختتام سلسلة عروض شريط «أوديسة» بقاعة الاطلس بحضور زوجة المخرج ابراهيم باباي وثلة من الممثلين. ولئن لم يحظ شريط «أوديسة» بحضور جماهيري محترم بصفاقس طيلة فترةعرضه، الا ان الاهتمام اتجه اليه أول أمس في الحفل الذي أشرف عليه الوالي السيد محمد التونسي مرفوقا بثلة من اطارات الجهة. وقد كان للوالي لقاءات مع المبدعين ورجالات الثقافة بقاعة الاطلسي التي حظيت بدعم مادي من سلطة الاشراف لتهيئتها وهو ما بدا جليا من خلال الديكور والمكيفات وغيرها من التقنيات الحديثة في عرض الصورة والصوت. هذا، وقد انطلقت نفس القاعة اي قاعة الأطلس بصفاقس التي عادة ما تراهن على الافلام التونسية في بداية هذا الاسبوع في عرض الفيلم التونسي الجديد «دار الناس» للمخرج محمد دمق، لكن الاقبال الجماهيري على الفيلم وهو شأن «أوديسة» لم يرتق الى تطلعات أصحاب الشريط والمنتج والجهات المروجة. والواقع ان قاعات السينما بصفاقس وعددها نزل الى ثلاث قاعات فقط تعاني من العديد من المشاكل المالية بسبب قلة الاقبال عليها رغم حرص أصحابها على عرض أحدث الافلام التونسية منها والعربية والأمريكية في ظروف مريحة. وقد كشف شريط «أوديسة» بصفاقس البعض مما يعاني منه أصحاب القاعات الذين يلوحون بغلقها وتحويلها الى محل «للكفتاجي والكسكروت» وفضاءات للأفراح ربما بسبب منافسة القنوات الفضائية وانتشار محلات كراء أشرطة الفيديو والقرصنة التي باتت الخبز اليومي لهؤلاء. لكن بالرغم من هذه العراقيل والصعوبات يبقى الامل في معاضدة أصحاب القاعات ممكنا للغاية، فبعد الدعم المالي الذي تحصل عليه بعضهم من وزارة الاشراف لتهيئة القاعات، يمكن للجهات المسؤولة مساعدة أصحاب الفضاءات السينمائية بالومضات الاشهارية بسعر رمزي كما يمكن للجهات الثقافية على المستوى الجهوي معاضدتهم من خلال دعمهم لبعض العروض على غرار الدعم الذي تلقاه المهرجانات والتظاهرات الثقافية.