على خلاف الأفلام التونسية السابقة والتي لم يتجاوز عرضها في القاعات الأسبوع الأول مثل «عرائس الطين» للنوري بوزيد أو «بدوين هيكر» لنادية الفاني أو «الأوديسة» لابراهيم باباي وعلى خلاف أفلام تونسية أخرى اضطر أصحابها لعرضها مباشرة في التلفزة وهو أمر يخالف التقاليد العالمية في التعامل مع الأفلام السينمائية... على خلاف كل هذا، فإن فيلم «دار الناس» للمخرج محمد دمق لا يزال صامدا للأسبوع الرابع في قاعاتنا السينمائية. وعلى ضوء الوضع الجديد للفيلم التونسي تعتبر مدة أربعة أسابيع بمثابة المعجزة... رغم أن اقبال الجمهور على فيلم «دار الناس» ليس بالأعداد الكبيرة التي عهدناها سابقا مع «عصفور السطح» و»صمت القصور» ... وآخر الأفلام التونسية التي كان عليها الاقبال قياسيا هو فيلم «فاطمة» رغم ما تعرض له من انتقادات ورغم ضعفه الفني.... **فيلم «رقصة الموت» ويبدو أن التقليد الجديد للفيلم التونسي أي عرضه في التلفزة مباشرة سيتوصال على ضوء ما أخبرنا به المخرج السينمائي الطيب الوحيشي من أنه سيضطر هو الآخر لعرض الفيلم الجديد «رقصة الموت» في التلفزة... ويقول في هذا الصدد «للأسف ليست لنا سوق سينمائية في تونس... زيادة على أن القاعات يحتكرها ثلاثة أشخاص لا فائدة في ذكرهم لأنهم معروفون... وأمام هذه الأبواب المغلقة سأضطر الى عرض الفيلم في التلفزة... لكن قبل ذلك سيكون للفيلم موعد في مهرجان «كان» في سوق الفيلم، بعد مشاركته في مهرجان الفيلم العربي بروتردام... وسيترشح لأيام قرطاج السينمائية بتونس» ويشير الطيب الوحيشي إلى أن فيلم «رقصة الموت» هو عن قصة مخرج تعطلت سيارته فيجد نفسه في ديكور فيلم جديد... ومن الطريف أن بطل هذا الفيلم الجديد للطيب الوحيشي هو المخرج الجزائري محمد شويخ.... **أشرطة سينمائية أم تلفزية؟ أمام هذه الظاهرة الجديدة والمتمثلة في عرض الأفلام السينمائية مباشرة في التلفزة وضرب التقاليد السينمائية عرض الحائط.... لسائل أن يتساءل لماذا لا ننجز بتكلفة فيلم سينمائي 20 شريطا تلفزيا... وبالتالي نوفر على المخرجين السينمائيين الراحة من عدة جوانب، راحة الجري وراء الحصول على دعم لانجاز فيلم سينمائي والراحة النفسية لأن الشريط التلفزي بالضرورة سيقدم في التلفزة... أمام هذا الوضع يصبح عزم بعض المخرجين من تحويل أعمال تلفزية الى السينما من قبيل العمليات الانتحارية وأعتقد أن الحبيب المسلماني وسلمى بكار قد فهما الدرس قبل التجربة... لهذا لم نعد نسمع بفيلم «ضفائر» الذي كان سيحول عن مسلسل ضفائر الذي أنجزته التلفزة وأعتقد النسخ الأخرى المحولة عن الأعمال التلفزية لو أنجزت سيحصل لها نفس المصير الذي حصل للأفلام السينمائية.