«تحليق خارج حدود الحلم» هو عنوان المجموعة الشعرية الجديدة للبشير المشرقي الصادرة منذ أيام عن الوكالة المتوسطية للصحافة في 135 صفحة. البشير المشرقي واحد من أصفى الأصوات الشعرية التي برزت في أواخر السبعينات وأكدت حضورها في المشهد الشعري في الثمانينات لكنّه ظلم نقديا بسبب مسؤوليته الادارية التي حرمته من حرية التنقل بين المهرجانات الشعرية وحضور ما ينظم على هامشها من «مجالس نقدية» فهو من الأسماء التي لا تذكر كثيرا قياسا لبعض أبناء جيله رغم أصالة تجربته وصفاء لغته وإيقاعات شعره التي تذكرنا بالأغاني المتوسطية التي تنساب على إيقاع أمواج البحر.. فيبدو المشرقي في قصائده التي ضمّنها تحليق خارج حدود الحلم وكأنه ملاّح تعب من الإبحار فألقت به الأمواج على شواطئ الحب. «سوف أسأل عنك دروب المدينة أسأل عنك الدوالي التي عرّشت في الحنايا بماذا أعود إليك وأنت كما تعرفين بكائي صعب ودمعي ضنين أعود إليك إذن بعناد بدائي وحشرجة في فؤادي أعود بذرّة نور تهادت بلا موعد في عيوني» وفي قصيدة «النار وأحزمة النسرين» يقول : نبكي الآن ونعرف أن الدمع يريح نبكي أم نتجاهل وجه كآبتنا نعدو خلف الأوهام وننهل من صلصال مواجعنا نشدو للموت نصيح بأعلى الصوت: أضعنا القارب والمجداف» هكذا تنساب قصائد البشير المشرقي الذي تحيلنا قصائده على نهر من الإيقاعات الجميلة.