الهدية لا ترد ولكن يمكن ان يردّ على محتواها اذا كانت مسموعة او مقروءة او مرئية. وقد أهداني أحدهم اسطوانة لمجموعة تغني «الراب» وصعقت وأنا أسمع محتوى هذه الاسطوانة التي طبّل لها البعض(...). هي تمت لكل شيء الا الى الغناء! لها علاقة بكل شيء الا بالفن! لها صلة بكل شيء الا بالجمال! هي نسخة اخرى من «الأميّة» في طبعتها الحديثة...! كلام كلا كلام! وأصوات تحتاج الى ربع قرن من الكونسرفاتوار حتى تتهذّب... أسأل من يحمي المستهلك؟ لماذا هذا الفراغ ولماذا لا نجد هيكلا يحمي الذوق العام؟ «الفكهاجية» يصولون ويجولون ويشتمون كل القيم الجميلة وجماعة «الرايب» أو «الراب» (لا يهم!) ينسفون كل المكاسب التي تحققت منذ الستينات الى اليوم في مجال التعليم. انهم يقودون انتفاضة مضادة لافساد الذوق العام والعودة الى مرحلة ما قبل التعليم... هؤلاء ومن يدعمهم بحاجة الى ردع... نطالبهم بأن يكفوا عن الشغب وعن بث بذور البذاءة والركاكة اللغوية وافساد المنجزات في مجال التعليم. ان ما تنفقه الدولة على التعليم بكل مستوياته يمكن لهؤلاء افساده بتافه الكلمات ورداءة «الالحان» (هذا اذا كانت هناك الحان اصلا). هؤلاء وغيرهم يمثلون جيوب الردة وقوى الجذب الى مرحلة ما قبل التعليم. فمن يردع هؤلاء؟