أشهر قليلة جدا تفصلنا عن أكبر موعد افريقي لكرة القدم والسؤال الكبير الذي يرافقنا كبلد منظم يدرك جيدا قواعد الاستقبال: كيف سنربك الأفارقة وبأي طريقة سنجعلهم يرتعدون وهم يأتون فرادى وجماعات لقطف أحلى زهرة في الروضة الافريقية.. وكيف سنمارس عليهم طقوسنا لنعصف بآخر عناقيد المكابرة لديهم وهل نملك فعلا الأدوات لفعل كل هذا بلا ضجيج لنمرّر رسالتنا الكروية فوق جميع الرؤوس الافريقية؟ الجواب الشافي أننا لا نملك ما تملكه الكامرون من قواعد كروية مرسومة بخط النار.. ولا نحن نضم ما تضمه السينغال من سحرة حوّلوا كرة القدم إلى لعبة شياطين.. ولا نحن قادرون على مجاراة نسق منتخب نيجيريا الهارب بمعدل 500 كلم في الساعة.. فقط نحن نملك معطيات أخرى قد تلعب لعبتها في النهائيات وتعلق بروح المجموعة والاخلاص للوطن والاندفاع بلا حسابات.. هذا كلام ويبقى كذلك إلى حدود ضربة الانطلاق.. أما »الفعل« فإننا مطالبون بإنجازه من زاوية أخرى تنعكس على كامل افريقيا.. وتتعلق بالألقاب الافريقية لمختلف الأندية. فرقنا الثلاثة مترشحة إلى الدور نصف النهائي وبالتالي هي على بعد خطوة من رؤية الأميرة وبعدها تستحيل العقبات إلى منخفضات تجعل القبض على الفرح ممكنا.. ونقولها منذ الآن انه في صورة نجاح أنديتنا الثلاثة في جني الألقاب الثلاثة في موسم استثنائي للكرة التونسية سيكون بإمكاننا زعزعة الأفارقة.. جميع الأفارقة قبل أن يدخلوا في أي حوار معنا. هذا هو المطلوب وبعده ينفتح باب حقيقي بعيدا عن أي كلام نطلّ منه على افريقيا الكبرى.. عدا ذلك فلنا اللّه. النادي الافريقي: شدّ الرحال إلى الكامرون لمواجهة »قطن« من حديد سيفعل المستحيل لايقاف هذا المارد الأحمر والأبيض المنتفض في لحظة غضب والرافض لوضعية تسببت فيها عديد الأطراف، ورغم ان الوقت ليس للحساب، كم نتمنى ان تفهم المجوعة ان ما تحقق على الصعيد المحلي ليس سوى قطرة من فيض بحر من الأحلام يسكن أدمغة الجمهور المؤمن بأن قدر النادي الافريقي ان يظل في السماء. النجم الساحلي: في إطلالته قبل الأخيرة مع كأس الكؤوس يستقبل الوداد البيضاوي وهو أحد الفرسان المهرة في هذه المسابقة لأنه يملك مجموعة طيبة من اللاعبين الجيدين ومدربا سبق له معرفة النجم عن قرب.. لكن نقطة ضعفه الوحيدة انه لا ندري حجم وخطورة النار »الموؤودة« تحت رماد الهزيمتين الفارطتين لفريق جوهرة الساحل والقابلة للتأجج في أية لحظة متى رغب أبناء عمار السويح في انقاذ شرف ناديهم في الوقت المناسب. بعض الذين يرون ان لقاء الوداد جاء في وقت يرتدي فيه النجم لباس الحداد على ضياع ست نقاط في 180 دقيقة متتالية نستسمحه أن يشهد اليوم ما ستفعله الماكينة الساحلية بأبناء الوداد. في مسابقة أفضل العرائس الافريقية (كأس رابطة الأبطال) يلعب الترجي من أجل "اسمه" لأن ورقة الترشح حسمها من زمان وفرض سيطرة مطلقة على منافسيه لكن بما ان تأكيد المركز الأول يمرّ من لقاء اليوم ضدّ كانون ياوندي الذي خرج رسميا من اللعبة بعد فوز اتحاد العاصمة أول أمس فإن الماكينة الحمراء والصفراء لن تخجل من جمع كامل محصول النقاط هناك والعودة إلى تونس بفوز معنوي كبير يخص الدور القادم.