كشفت صحيفة "اندبندانت أون صندي" اليوم الأحد أن شركة بريطانية صنعت بعض الغاز المسيل للدموع، الذي استخدمته قوات الأمن ضد المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية بالإحتجاجات الأخيرة التي شهدتها مصر. وقالت الصحيفة إن شركة (تشمرينغ للدفاع) المعروفة من قبل باسم (بي دبليو للدفاع)، اكدت أنها انتجت اسطوانات الغاز المسيل للدموع التي اطلقتها قوات الأمن المصرية على المتظاهرين المدنيين خلال المواجهات الأخيرة، في 19 و24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. ونقلت عن متحدث باسم الشركة البريطانية أن الغاز المسيل للدموع "يُعتقد أنه بيع إلى الجيش المصري منذ أكثر من عقد من الزمان، أو وصل إليه عبر بلد ثالث". واضافت الصحيفة أن الشركة، التي اصرّت على أنها لم تزود مصر بالغاز المسيل للدموع منذ العام 1998، لم تخرق قوانين المملكة المتحدة التي تحظر مثل هذه المبيعات، لكن منتقدين اعتبروا أن استخدام قوات الأمن المصرية لمنتجات بريطانية الصنع من أجل قمع المعارضة السياسية يكشف عن عيوب خطيرة بإجراءات التحكم بصادرات المملكة المتحدة من الأسلحة إلى الشرق الأوسط. واشارت إلى أن المتظاهرين المصريين الذين تعرضوا للغاز المسيل للدموع، اشتكوا من معاناتهم من اعراض الحرق، وتهيج الجلد، وصعوبة التنفس، وآلام بالصدر، وفقدان الشعور بأطرافهم. ونسبت الصحيفة إلى متحدث باسم مجموعة تشمرينغ للصناعات الدفاعية، المالكة لشركة تشمرينغ للدفاع قوله إن شركته "لا تنفي بأنها انتجت اسطوانات الغاز المسيل للدموع، لكنها لم تزوّد مصر بها منذ عام 1998، حين كانت ترسل منتجاتها مباشرة للجيش المصري بموجب تراخيص من وزارة الدفاع البريطانية". ولفتت إلى أن بريطانيا لا تفرض أي حظر على تصدير الأسلحة إلى مصر، لكن أية شركة بريطانية لم تحصل على إذن لتصدير الغاز المسيل للدموع إلى هناك منذ عام 1999. وابلغت غادة شهبندر، عضو مجلس ادارة المنظمة المصرية لحقوق الإنسان اندبندانت أون صندي أن "هذه الأسلحة تضر بالإصلاحات الديمقراطية في مصر لأنها تنتهي بأيدي أولئك الذين ينتهكونها".