قال نشطاء إن اشتباكات اندلعت بين متظاهرين مؤيدين للديمقراطية وقوات الأمن المصرية في وسط القاهرة صباح الجمعة، حيث تراشق الطرفان قنابل المولوتوف والحجارة والزجاج. وتساقطت الحجارة وكتل الأسمنت على المتظاهرين، من قبل رجال يرتدون الزي العسكري من على سطح مبنى مكون من ستة طوابق، بينما تصاعدت ألسنة اللهب من مبنى وزارة النقل القريب، واشتعلت النيران في خيام أقامها ناشطون أمام مبنى البرلمان. وقال طبيب في عيادة مؤقتة إنه عالج عشرات المتظاهرين من جروح وإصابات الناجمة عن الزجاج والصخور. وقال الناشط والمدون وليد ندا "كل شيء بدأ عندما اعتقل الجيش رجلا واحدا، ثم بعد ساعة من خروجه كان بالكاد قادرا على المشي من شدة الضرب. كان وجهه وجسدة وملابسه مضرجة بالدماء وحمله المتظاهرون إلى المستشفى المؤقتة." من جهتها قالت الناشطة منى سيف إن أعمال العنف اندلعت بعد أن اعتقلت السلطات و"ضربت بوحشية،" اثنين من المتظاهرين، لافتة إلى أن أحدهما يدعى عبودي إبراهيم. وأضافت قائلة "لا يوجد لديه كسور في العظام، ولكن كدمات كبيرة في الوجه، وجروح، وحروق شديدة من الصواعق الكهربائية.. سوف نتقدم بشكوى للشرطة قريبا." ولم تتمكن شبكة CNN من الحصول على رد فوري من الحكومة حول هذه المزاعم. ويخيم نشطاء خارج مبنى مجلس الشعب المصري منذ أسابيع، احتجاجا على تعيين المجلس العسكري الحكام في مصر، لرئيس الوزراء المؤقت كمال الجنزوري. وتأتي أعمال العنف بعد يومين من حكم محكمة عسكرية بالسجن لمدة عامين، وغرامة 200 جنيه، على المدون مايكل نبيل سند، بعد اتهامه ب"نشر أخبار كاذبة"، و"إهانة القوات المسلحة"، على مدونته الخاصة، في القضية التي أثارت جدلاً واسعاً، داخل مصر وخارجها. ويُعد هذا الحكم هو الثاني بحق المدون الشاب، حيث صدر حكم سابق، في أبريل/ نيسان الماضي، بسجنه لمدة ثلاث سنوات، بعد إدانته بالاتهامات التي وجهها إليه الإدعاء العسكري، إلا أن محكمة الطعون العسكرية وافقت، في 11 أكتوبر/ تشرين الأول، على قبول الطعن المقدم من محاميه، وقررت إعادة محاكمته. وقال المدون والناشط وائل عباس إن المجلس العسكري يستخدم المحاكمات العسكرية للتعامل مع من ينتقده من المعارضين له، وأضاف أن الكثيرين من المدونين يتم إلقاء القبض عليهم، وغيرهم يختطفوا ويعتقلوا منذ النظام السابق وحتى اليوم، ويتم محاكمتهم في قضايا تبدوا عادلة، إلا أن ذلك لم يثنيهم عن النشر أو الكتابة. وألقت أجهزة الأمن القبض على مايكل نبيل، البالغ من العمر 26 عاماً، أواخر مارس/ آذار الماضي، بعدما نشر على مدونته "ابن رع"، تقريراً بعنوان "الجيش والشعب عمرهم ما كانوا أيد واحدة"، ووثق بحثه بتقارير وأخبار نشرت في مختلف وسائل الإعلام، كما قام بتأسيس مجموعة "لا للتجنيد الإجباري" على موقع "فيسبوك."