الإسلامي الجيد هو الإسلامي الميت.... الإسلامي المقبول هو الخانع المستسلم المستكين المسبح بحمد الطغاة و الجبابرة و السائر في ركابهم... أما غير المستسلم و الخانع و المستسلم و المستكين و المسبح بحمد الطغاة و الجبابرة فلا مكان له في "جنتهم"و لا حظ له في " موائدهم"....
السيد فتحي الحجي شاب كان لتربيته العائلية أثر في توجهه في الحياة... شاب نشأ في طاعة ربه و تمسك بسنة نبيه فأثار الحفائظ عليه و جلب النقمة إليه... أيعقل بعد ما بذل من أموال طائلة و تسخير الطاقات و العقول صدّا عن سبيل الله.. أيعقل بعدما ما تم بذله تجفيفا للمنابع و استئصالا لظاهرة التدين أيعقل أن ينشأ شباب ترعرعوا في " جنة التغيير' و نهلوا العلم من مدارسه و أشربوا "التمدن" و "التحضر" من قنواته التلفزية و غيرها من وسائل إعلامه...؟؟؟؟ فتحي الحجي لم تغوه إغراءاتهم و لم تفسد عليه دينه دنياهم... و أيقن يقينا لا يعتوره شك أن عليه الكدح بالليل و النهار ليقوم بحاجيات عائلته...فسعى سعيا حثيثا ليوفر لعائلته ما تحتاجه من مسكن و ومطعم و ملبس.... ابتنى بيتا له في قطعة أرض فلاحية في الماثلين –طريق رأس أنجله- بنزرت الجنوبية... لكن معتمدية المكان رأت هدمه لعدم حصول صاحبه على رخصة بناء... إذ أنه اعتبر نفسه مثل كل المحيطين به فشيد بيته مثل ما شيدوا و غفل عن كونه لا يحظى بما يحظى به غيره من عين رضا لا ترى من العيوب شيئا.. و رغم سعي السيد فتحي الحجي لتسوية وضعيته و تقدمه بملف في ذلك فإن عين السخط كانت سباقة و صدرت التعليمات صارمة بهدم المنزل –منزله- الذي ابتناه بعرق جبينه و كدحه المتواصل طوال أيام السنة... و كان اليوم الاثنين 24 نوفمبر 2008 موعدا لتنفيذ هذه التعليمات... و ها هي الصور ناطقة بحجم المأساة.. صور تذكرنا بأخرى ترتكب ليس بعيدا عنا... و كانت مختلف الفرق الأمنية (فرقة الإرشاد و الفرقة المختصة و الأمن العام..) حاضرة و شاهدة على هدم البيت بكامله.. و صرح مصدر حقوقي بأن هناك مئات من قرارات الهدم لدى إدارة التراتيب لم يقع تنفيذها.. و هرع نشطاء بنزرت مساندة للسيد فتحي الحجي لكن قوات الأمن حالت دون وصولهم إلى مقر المعتمدية بل وقع تعقبهم في الشوارع... و لمزيد من الضغط و الإرهاب نقل السيد فتحي الحجي إلى منطقة "الأمن الوطني" ببنزرت حيث خضع إلى مزيد من الهرسلة و المضايقات حيث انحصرت أسئلتهم عن علاقته بنشطاء المجتمع المدني و عن مصدر المال الذي بنى به البيت... و يا ليتهم سألوا أصحاب القصور الفخمة و القلاع العالية عن مصادر أموالهم... أما بيت السيد فتحي الحجي فلا تعدوا تكلفته بضع آلاف من الدنانير... هذا ما ينتظر الشباب المتدين: هرسلة في المعاهد و الجامعات... تعقب في المقاهي و المنتديات... و هدم للبيوت... و منع من العلاج.. و حرمان من الحق في السفر...... ألستم في "جنّة التغيير"؟؟؟؟