بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين - و بعد،:إيمانا منا أن الثورات العربية كانت ثورات حرية و كرامة و عزة و سبيلا من سبل الوحدة و النهوض بشعوبنا العربية و الإسلامية، سيما و أن المد الثوري اخترق الحدود و وحد الشعوب على نفس المبادئ، كانت مبادرتنا لتنظيم قافلة بشائر النصر ، نصرة لإخوتنا في غزة و استبشارا بثوراتنا في تونس و ليبيا و مصر الحاملة في طياتها بشائر النصر لتحرير أرض فلسطين و تطهيرها. فتكاتفت الجهود و توحدت الرؤى و اجتمعت على هذه الغاية العديد من مكونات المجتمع المدني في تونس الثورة ، فكانت التحضيرات للقافلة على قدم و ساق، في مختلف ولايات الجمهورية التونسية، منتظرين بكل شوق موعد 14 جانفي 2012 حتى تبدأ مسيرة بشائر النصر الحاملة أكثر من رسالة لعل أهمها الكسر المعنوي للحصار الغاشم على غزة رمز العزة، و نحو إرساء برامج مستقبلية تواصلية مع مكونات المجتمع المدني في فلسطين و مصر تكون سببا لحراك مدني ايجابي و فاعل يسهم في التأثير على الحراك السياسي نحو مزيد من التقارب و الوحدة بين شعوب فرقتها الحدود فجمعتها الثورات. و بعد أن تكللت مجهوداتنا أثناء حملة جمع التبرعات بالنجاح، راعنا ما لقيناه من السفارة المصرية في تونس من تسويف و مماطلة في تمكين الوفد المرافق للقافلة من التأشيرات الضرورية لدخول جمهورية مصر العربية، في حين أننا قمنا بالإجراءات اللازمة منذ أكثر من شهر، بعد أن أوفدنا ممثلا عن الجمعية و عن القافلة إلى مصر للقيام بما يتعين من إجراءات مع وزارة الخارجية المصرية. و قد تعللت السفارة المصرية بالمجلس العسكري المصري، الذي مانع دخول القافلة لأسباب أمنية نجهلها، في حين أن السفارة المصرية في تونس تمنح بلا تردد عشرات التأشيرات للسياحة في مصر. نحن نستنكر مثل هذه المماطلات من حكومة مصر الثورة التي ضحى أبناؤها البواسل بأنفسهم من أجل كرامتهم و عزتهم و حريتهم، و التي لولا دماؤهم الزكية و تضحياتهم الجسام لما كانت لتكون تلك الحكومة و ذاك المجلس العسكري، و إننا نهيب بصاحب السلطة في مصر أن يضع نصب عينيه أن ثوراتنا لن تستكين و تنتهي الا في باحة القدس، فقد دار التاريخ دورته و ما من قوة على الأرض بقادرة أن تقف أمام أمر الله، " وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون"، فلا تقفوا أمام أمر الله في نصرة الأقصى و لا تقفوا أمام إرادة الشعوب في نجدة اخوانهم في غزة. ثقتنا كبيرة في أن الثورة المصرية قد قطعت مع ممارسات الماضي و أن مصر الثورة صارت صاحبة القرار و السيادة و ليست في حاجة لاستشارة جهات أجنبية حتى تملي عليها قبولها أو رفضها بفتح معبر رفح أمام قوافل الإغاثة خاصة إذا كانت من شقيقتها في الثورة و الإسلام و العروبة، تونس الثورة. و ثقتنا أكبر في أن الموقف الرسمي في مصر سيكون حتما متماهيا مع موقف شباب مصر، الذين أبهروا العالم بصمودهم في ساحة التحرير، و موقف شباب الثورة في أوطان الثورة قد وقع صكا على بياض لنصرة فلسطين، و إلا فان ساحات التحرير و القصبة و الشهداء ستكون هي الفيصل من جديد .