خلفت موجة البرد والثلوج التي تجتاح المناطق الجبلية الجزائرية منذ أكثر من أسبوع عشرات الضحايا وآلاف المنكوبين، ما أثار غضب المواطنين. غضب زاد حدته صمت السلطات المحرج. تشهد المناطق الجبلية الجزائرية منذ نهاية الأسبوع الماضي موجة برد وثلوج غير مسبوقة خلفت عشرات الضحايا وآلاف المنكوبين. وبحسب الصحافة الجزائرية، فإن سكان المناطق المنكوبة، لاسيما في القرى والمدن الصغرى بمحافظات تيزي وزو والبويرة (وسط البلاد) وبجاية وسطيف وجيجل والبويرة وقسنطينة (شرق)، والمدية (وسط)، أبدوا غضبا شديدا تجاه السلطات بسبب بطء عمليات الإغاثة وحتى انعدامها في غالب الأحيان. وازداد غضبهم عقب انعقاد مجلس للوزراء برئاسة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم يرد خلاله شيئا عن المناطق المنكوبة ولا عن المنكوبين ولا عن عدد الأرواح التي راحت ضحية البرد والثلوج ولا عن حجم الخسائر المادية. قارورة الغاز تضاعف سعرها وفي حين أعلنت الصحف الجزائرية مقتل نحو 40 شخصا بعضهم اختناقا بالغاز، أكدت وزارة الداخلية الجزائرية الأربعاء في بيان وفاة 13 شخصا اختناقا وخمسة آخرين بحوادث سير. وأفادت مصالح الشرطة الجزائرية أن قواتها أجرت 4500 تدخل بين 4 و6 شباط/فبراير في المناطق المتضررة. وقالت وكالة الأنباء الرسمية نقلا عن وزارة الداخلية إن 173 طريقا قد تم إعادة فتحها. وقد أدى تساقط الثلوج إلى عزل العديد من القرى والمدن الجبلية وقطع الطرقات والكهرباء ونقص المواد الغذائية وارتفاع أسعارها، ما استدعى تدخل قوات الجيش والدرك الوطني لإغاثة المنكوبين. وذكرت صحيفة "الخبر" أن قارورة الغاز تضاعف سعرها. "توقف التموين بمختلف أنواع الأدوية والمنتجات الصيدلية" وعن مسؤول رفيع في الدرك الجزائري نقلت صحيفة "الشروق" أن قيادة الدرك طلبت من مجموعاتها الإقليمية "التكفل بإيصال الغاز والمؤن إلى جميع المناطق المعزولة ومرافقة جميع الشاحنات التابعة لمؤسسة نفطال [وهي شركة تابعة للعملاقة سوناطراك ومجال نشاطها نقل وتوزيع الوقود] أو المؤسسات الخاصة الناقلة للغاز انطلاقا من مخازن التوزيع وضمان وصولها وتوزيعها بشكل عادل على المواطنين". من جهته، صرح مسعود بلعمري رئيس نقابة الصيادلة الخاصة لصحيفة "الخبر" أن "التموين بمختلف أنواع الأدوية والمنتجات الصيدلية توقف في جميع الولايات التي ضربتها موجة الثلوج بسبب عجز الموزعين عن الوصول إلى هذه المناطق".