تضمن مشروع قرار للجامعة العربية المجتمعة في القاهرة إنهاء مهمة بعثة المراقبين في سوريا ودعوة مجلس الأمن إلى إرسال قوات دولية لحفظ السلام، والدعوة لوقف كل أشكال التعاون الدبلوماسي مع دمشق. ناقش وزراء الخارجية العرب الذين بدأوا اجتماعا في القاهرة اليوم الأحد مشروع قرار يدعو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى ارسال قوات دولية لحفظ السلام في سوريا. ودع مشروع القرار إلى انهاء مهمة بعثة المراقبين العرب في سوريا ووقف كل أشكال التعاون الدبلوماسي مع الحكومة في دمشق وتشديد العقوبات الاقتصادية المطبقة عليها. ويبحث الاجتماع الذي ينعقد في احد فنادق العاصمة المصرية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزارء قطر "الاقتراحات والبدائل المطروحة للتعامل مع الازمة السورية والاوضاع الميدانية والسياسية فيها" بحسب المصدر. واضاف ان من المواضيع التي سيتم بحثها ايضا امكانية "تشكيل بعثة حفظ أمن مشتركة بين الجامعة والاممالمتحدة وتعيين مبعوث خاص لسوريا". كما يبحث الاجتماع "فى تفعيل قرارات مجلس الجامعة الصادرة فى 12 نوفمبر الماضى بخصوص الاجراءات العقابية السياسية والاقتصادية والمالية تجاه دمشق". وفي وقت سابق قدم محمد الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا استقالته من منصبه الاحد، كما صرح مصدر رسمي في الجامعة العربية لوكالة فرانس برس. ومن المقرر الاعلان رسميا عن استقالة الدابي وهو سوداني خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب. ويأتي الاجتماعان بينما تتواصل اعمال العنف في سوريا حيث قتل 45 شخصا السبت هم 30 مدنيا ومنشقان و12 من عناصر الجيش النظامي وقوات الامن بحسب ناشط بينما اغتيل ضابط يشغل منصب مدير مشفى عسكري. ولا يزال التوتر كبيرا في حلب حيث نشرت القوات السورية تعزيزات غداة وقوع انفجارين عنيفين فيها بينما تواصل عملياتها في مدن اخرى وخصوصا في حمص، معقل الحركة الاحتجاجية في البلاد. واطلق وزراء الخارجية العرب الشهر الماضي مبادرة جديدة لانهاء الازمة السورية تدعو الى تشكيل حكومة وفاق وطني خلال شهرين وتطالب الرئيس السوري بتفويض نائبه صلاحيات كاملة للتعاون مع هذه الحكومة. وكان يفترض ان يعقد وزراء دول التعاون الخليجي اجتماعهم السبت في الرياض. لكن مصدرا في الامانة العامة للمجلس صرح ان الاجتماع سيعقد الاحد في القاهرة. وقال ان "اللقاء الذي كان مقررا في الرياض السبت سينتقل الى القاهرة الاحد قبل اجتماع المجلس الوزاري للجامعة العربية"، بدون ان يكشف اي تفاصيل. وكان وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي قال الاثنين ان الاجتماع "مخصص للوضع في سوريا بهدف التشاور وتبادل وجهات النظر حول الوضع تمهيدا لاجتماع مجلس الجامعة العربية". واضاف ان الاجتماع الخليجي "سيبحث ما انتهى اليه الامر بعد اخفاق مجلس الامن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية لحل الازمة السورية وتبادل وجهات النظر حول امكانية ان يوجد وضع جديد لحل هذه الازمة او يؤسس على مسيرة اخرى او منظور آخر". وكان مجلس الامن فشل في اصدار قرار يندد بالعنف في سوريا اثر استخدام روسيا والصين للفيتو بمواجهة مشروع قرار عربي غربي يتبنى خطة العمل العربية بشأن الوضع في سوريا. وكان دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والكويت وقطر والبحرين وعمان والامارات) اعلنت مطلع الاسبوع الجاري قرارها طرد سفراء سوريا في اطار الضغوط على نظام الرئيس بشار الاسد لوقف قمع المحتجين. من جهتها، اعلنت الخارجية السورية انها طلبت من السلطات الليبية والتونسية اقفال سفارتيهما في دمشق "عملا بمبدأ المعاملة بالمثل". وفي الوقت نفسه، صرح مسؤول في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض السبت انه يتوقع ان يصدر اعتراف عربي قريبا بالمجلس. وكان المجلس الوطني الانتقالي الليبي اغلق السفارة السورية في طرابلس في تشرين الاول/اكتوبر الماضي بعد ان اعترف بالمجلس الوطني السوري "كممثل شرعي" للشعب السوري. واعلنت تونس مطلع الشهر الجاري بدء اجراءات "لطرد السفير السوري" من تونس. وبعد اجتماع لقيادة المجلس في الدوحة، قال القيادي احمد رمضان لوكالة فرانس برس "لدينا تأكيدات بوجود اعتراف عربي سيتم في وقت قريب". وقال رمضان ان الاعتراف لن يتم "بالضرورة الاحد لكن الاحد ستكون هناك اشارات قوية في هذا الاتجاه من دول مجلس التعاون الخليجي"، بدون ان يضيف اي تفاصيل. من جهة اخرى، اعلنت انقرة امس انها ستطلب من الاممالمتحدة مساعدة انسانية لضحايا العنف في سوريا. وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انه اعطى توجيهات "لرفع طلب الى المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة في جنيف بشأن مساعدة انسانية". واشار الى "مأساة انسانية" خصوصا في حمص (وسط) والزبداني (قرب دمشق) اللتين تتعرضان لقصف ينفذه الجيش السوري. واخيرا، قال وكيل وزارة الداخلية العراقية عدنان الاسدي ان "معلومات استخباراتية تفيد بان عددا من الجهاديين العراقيين توجهوا الى سوريا". وتحدث عن "عملية تهريب السلاح مستمرة" من العراق الى سوريا.