كثف «الجيش الحر» من عملياته أمس ضد قوات النظام السوري في عدة مناطق من البلاد منها مهاجمة مقرا للمخابرات بحرستا في محاولة إلى تخفيف الضغط على حمص المحاصرة للأسبوع الرابع على التوالي. سياسيا، أعلن وزير الخارجية الروسي أنه سيلتقي السبت المقبل نظرائه في القاهرة لبحث الأزمة السورية، جاء ذلك فيما أصبحت عملية التدخل العسكري وتسليح المعارضة من الفرضيات المطروحة وبقوة على الساحة في ظل فشل الخيار السياسي، فيما قدم العراق مشروعا أيدته دول عربية لاحتواء الوضع في سوريا. وأكد «الجيش الحر» أمس إنه هاجم مقرا للمخابرات في مدينة حرستا بريف دمشق، فيما اندلعت اشتباكات بين الجيش السوري والجيش الحر في عدة مناطق من البلاد. يأتي هذا بعد مقتل ستين شخصا أول أمس برصاص الأمن السوري، معظمهم في حمص وحماة وريف دمشق وفق الهيئة العامة للثورة السورية. من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مبنى المخابرات الجوية في حرستا (عشرة كلم شمال شرقي دمشق) استهدف بثلاث قذائف «آر بي جي» تبعها إطلاق رصاص كثيف، وقد سبق أن تعرضت مقار المخابرات السورية لهجمات متكررة شنها جنود منشقون ينتمون إلى الجيش الحر، وفق ناشطين. وأضاف الناشطون أن «الجيش الحر» كثف هجماته على أهداف موالية لنظام الرئيس بشار الأسد في جنوب سوريا وشمالها وشرقها في الأيام القليلة الماضية لتخفيف الضغط عن مدينة حمص المحاصرة. وقد أكد أحد الناشطين من درعا إن الجيش السوري الحر هاجم عدة نقاط تفتيش وتحصينات في الشوارع في وقت واحد، وإن الدبابات ترد بإطلاق قذائف مضادة للطائرات على الأحياء السكنية، كما يقوم قناصو الجيش بإطلاق النار على أي شيء يتحرك. مساعدات على الصعيد الإنساني، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس أن السلطات السورية لا تزال تمنع وصولها إلى حي بابا عمرو في سوريا وأنها تخشى أن يستمر الصراع في سوريا لشهور. وعبر المدير العام للمنظمة ايف داكور عن قلقه على مصير المدنيين الذين لا يزالون محاصرين في درجات الحرارة التي تصل لحد التجمد في بابا عمرو ويحتاجون لطعام ومياه ورعاية طبية وقال إن المفاوضات مستمرة مع الجيش والحكومة. فيما تمكنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من توصيل المساعدات للفارين قرب حي بابا عمرو، وسط أنباء عن أعمال انتقامية دامية تقوم بها القوات الحكومية. وأوضحت إنها سلمت طعاما وأغطية وأدوية لقرية تبعد ثلاثة كيلومترات من حمص، حيث لجأ عدد من الأشخاص. مشروع عراقي في مسعى للبحث عن دور فعال يعيد إلى العراق مكانته ووزنه العربي والإقليمي، تناقلت وسائل الإعلام السورية نبأ مسرباً مفاده أن مسؤولاً عراقياً كبيراً كشف أن بلاده تعمل على «تسويق مشروع للحل السلمي والسياسي للأزمة السورية». ويدعو المشروع العراقي أولا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل مكونات الشعب السوري، ثم يصدر مجلس الأمن قراراً بمنع التدخل بالشؤون الداخلية السورية وبيّن مصدر عراقي رفيع المستوى أن المشروع «يدعو الطرفين، الحكومة والمعارضة، إلى إيقاف الاقتتال ووقف إطلاق النار فوراً، في حين يدعو الأطراف الإقليمية والدولية إلى التوقف عن تسليح الجانبين، ثم يدخل الطرفان في مفاوضات مباشرة داخل سوريا بإشراف الجامعة العربية والأممالمتحدة». وأوضح المسؤول، إن «الحديث عن إسقاط النظام السوري لا يكفي، إنما يجب تركيز الحديث عن البديل. وقال المسؤول: إن «العراق عرض مشروعه على عدة دول عربية منها مصر والسودان وتونس ولبنان والجزائر، وأيدت جميعها المشروع العراقي كما نوقش الموضوع مع روسيا»، مضيفاً إن «المشروع الذي يعمل العراق على تسويقه يهدف إلى تجنيب سوريا والمنطقة مخاطر المخرج العسكري من الأزمة السورية». اجتماع روسي-عربي على الصعيد السياسي، أعلن وزير خارجية روسيا أمس أنه سيلتقي نظرائه العرب السبت المقبل في القاهرة لبحث الأزمة في سوريا، في وقت تتصاعد فيه دعوات عربية وغربية لتسليح المعارضة السورية، بل وتوجيه ضربات عسكرية محددة لأهداف في سوريا. وأكد الوزير الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي بموسكو مع نظيره الأردني ناصر جودة، إنه يقدر عاليا فرصة اجتماعه بالوزير الأردني لتحضير لقاء القاهرة. وبينما تتعثر الجهود الرامية إلى تسوية الأزمة في سوريا سلميا، تعالت عديد الأصوات المطالبة بضرورة تسليح المعارضة، بحيث أكدت باريس عزمها على دعم المعارضة بمجرد التحصل على موافقة الأممالمتحدة، كما أضاف السناتور الجمهوري الأمريكي لينزي غراهام إنه يتعين إمداد المعارضة السورية بالسلاح عبر جامعة الدول العربية. من جهته، دعا رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دوفيليبان إلى التفكير في تدخل ميداني في سوريا يشمل ضربات محددة لأهداف مدنية وعسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال دوفيليبان -الذي خدم وزيرا أول ووزيرا للخارجية في عهد الرئيس السابق جاك شيراك- في تصريحات لمحطة التلفزيون الفرنسية الثالثة ، إن النظام السوري لن يغير مساره الحالي إذا لم يصدر تهديد باستخدام القوة ضده من المجتمع الدولي. وكان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قال أول أمس -خلال اجتماع بالرياض لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي- إن من حق الشعب السوري أن يطلب تسليح نفسه لمواجهة ما وصفه بجور الجيش السوري. وأضاف أن الجهود الدولية فشلت في وقف «نزيف الدم والمجازر» في سوريا. ودعا وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي -في ختام اجتماعهم- إلى إجراءات حاسمة لدعم إرادة الشعب السوري في التغيير والإسراع في رفع معاناته وحقن دمائه، مؤكدين التزامهم بسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها.