إخفاق جديد يعانيه التيار الليبرالي - العلماني سابقاً - بجناحيه القديم والشبابي ، اختبار ديمقراطي فرضه على نفسه دون إجبار عندما دعا المصريين للعصيان المدني في الذكرى الأولى لتنحي المخلوع مبارك ، فشل متكرر وفي شهور قليلة منذ استفتاء مارس الماضي مروراً بالانتخابات البرلمانية وانتهاءً بعصيان العصيان ، غرهم المنظمات الحقوقية المدافعة عنهم بتمويل مشبوه والفضائيات المفتوحة لهم على مصرعيها والمملوكة لبقايا رجال المال والأعمال أصحاب الملفات التي لم تفتح بعد واستطلاعات الرأي الإلكترونية المخترقة والمفركة والتعليقات المعدة سلفاً بالتأييد والمباركة وقطاع غير قليل من الثورجية وليس الثوار ، كذبوا وصدقوا أنفسهم أملاً أن يصدقهم الناس ، فكانت الصدمة ، استفتاء شعبي جديد وبنسب أكبر من استفتاء مارس الشهير ،لكن وكالعادة خرج الفلاسفة يتهمون الشعب اليقظ أنه لا يملك ثقافة العصيان المدني ، كما اتهموه من قبل بعدم النضج الديمقراطي وأنه لم يحسن الاختيار بتفويضه التيار الإسلامي في مجلسي الشعب والشورى ، فشل العصيان هو هزيمة لدعاته لكنه ليس نصراً لغيرهم من التيارات السياسية إنما هو انتصار لشعب يتمتع بيقظة ذهنية ووعي مجتمعي ومسئولية وطنية سبق بها من أسموا أنفسهم بالنخبة أو الصفوة أو المثقفين ، الدعوة للعصيان استنفرت مشاعر الوطنية وقيم الإيجابية ومظاهر التضحية ، فكانت النماذج الرائدة والنوعية ، فريق عمل في يوم الإجازة الأسبوعية وفريق تبرع براتب يوم عمل وآخرون علقوا إضرابهم السابق تضامناً مع المصلحة الوطنية ، فشل العصيان بل والدعوة إليه جاءت بالخصم من رصيد الثورجية وليس الثوار الذين أربكوا حياة المصريين بكل مظاهر التمرد ، اعتصامات وتظاهرات وإضرابات ، اشتباكات ومصادمات ، ضحايا وجرحى ، أجواء من الاشتباك الخشن والوصاية والاختزال بل والإساءة ، الكل جبناء وخونة باعوا الثورة أو سرقوها وفرطوا في دم الشهيد ، وهم الشجعان المخلصون الوطنيون الذين لبسوا قميص الشهيد وطالبوا بالقصاص ولو بإسقاط الدولة ، الدعوة للعصيان ليست بريئة فالبعض يراها ردة فعل خارجي على فتح ملف المنظمات الحقوقية الممولة أمريكياً ، والبعض يراها بروفة وتمرين عملي لكيفية إسقاط الدولة المصرية ، والبعض الآخر يراها جزء من سيناريو الضربة القاضية للاقتصاد المصري والوصول لمرحلة لمس الأكتاف ليكون الاستسلام والخضوع للأوامر والتعليمات والإملاءات التي تجاوزنها وبمهارة عالية منذ ثورتنا الرائعة والملهمة ، خلاصة المشهد ... فشل العصيان المدني ونجح الشعب المصري مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية*